من جهته أوضح مصطفى بوحوشين إطار مهندس رئيسي ومدير مزرعة التجارب وادي السمار المعهد التقني للزراعات الواسعة لـ”الشعب” على هامش فعاليات الدورة التكوينية أن المعهد حقق الاكتفاء الذاتي فيما يخص البذور على المستوى الوطني، حيث حسبه يؤطر قرابة 11 ألف هكتار من شبكات مكثري بذور الإنتاج من البذور المصادق عليها ويتراوح إنتاجها ما بين 250 ألف إلى 300 ألف قنطار وهي قادرة على تغطية 65 في المائة من المساحات المزروعة والبقية تتوزع على بعض مكثري البذور الخواص الناشطين في الشعبة ويعملون بالتعاون مع المعهد التقني للزراعات الواسعة مضيفا “نحن ندعم المنتجين من أجل الرفع إنتاجها الوطني والزيادة في تغطية المساحات المزروعة”.
وينشط معهد التقني الزراعات الواسعة واد السمار في إنتاج البذور ما قبل القاعدية والقاعدية، الحبوب، البقوليات الغذائية والبقوليات العلفية كذلك يعمل في إعداد مراجع تقنية لكل نوع من المحصول ومن مهامه أيضا إرشاد ودعم الفلاح من خلال القيام بأيام تكوينية وتحسيسية من خلال محاقل تبيينية وكذا مرافقة الفلاحين ميدانيا.
ويغطي قرابة 39 ولاية يضم 9 مزارع تجارب وإنتاج البذور موضوع إرشاد موزعة في الغرب والشرق مرورا بالوسط، 3 مزارع في الشرق منها موجودة بولاية قسنطينة ولاية قالمة وسطيف وفي الوسط تتواجد مزرعة واد سمار ومزرعة بني سليمان في المدية كذلك مزرعة خميس مليانة بعين الدفلى بالإضافة إلى 3 مزارع في الجهة الغربية من البلاد وهي مزرعة في ولاية تيارت، ومزرعة بولاية سيدي بلعباس ومزرعة في ولاية سعيدة.
أما في المناطق الصحراوية فقد تواجد المعهد التقني للزراعات الواسعة كما ذكر محدثنا من خلال الموسمين الفلاحيين بهدف محاولة تغطية النقص في تأطير شعبة الحبوب وكذلك في الرفع من استعمال أصناف جديدة تتأقلم مع المناخ الصحراوي وفي هذا الإطار قد قام المعهد بإنتاج بطاقات تقنية موجهة للمستثمرين والفلاحين في منطقة الجنوب من جانب تقني محض من أجل الرفع من الإنتاج الوطني ودعم هذه الشعبة وتحسين الأداء الميداني ضمن بنود إتفاقية الإطار التي أمضاها المعهد مع ولاية غرداية ومن ثمة في ولاية ورقلة وهي اتفاقية تنص على العمل بالتنسيق لوضع بعض الحقول التبيينية بهدف دعم شعبة الحبوب.
وذكر مصطفى بوحوشين أنه بداية من هذا الموسم يعمل المعهد على إصدار بطاقة تقنية فيما يخص البقوليات الغذائية تحت الرش المحوري لأنها تفتقد لمسار تقني واضح وبالتالي سيكون تواجد المعهد في هذا الموسم من أجل إنهاء التجارب التي تم الانطلاق فيها فيما يخص الأصناف الجديدة من خلال تاريخ البذر وكمية البذر والأصناف الممكن إنتاجها في المنطقة والمضي في تحسين الأداء ووضع بطاقات تقنية جديدة فيما يخص البقوليات الغذائية تحت الرش المحوري.
وفي إجابته عن تقييم وضعية شعبة الحبوب في المناطق الصحراوية أكد المتحدث أن المساحات المزروعة في المناطق الصحراوية ارتفعت كما أن الفلاح تنبه إلى القيمة الكبيرة للزراعة وأبان عن قدرات كبيرة في هذه المناطق، حيث وصل إلى تحقيق مستويات عالية في المردود، أين بلغ في كل من أدرار والمنيعة وفي ورقلة ما يفوق 70 إلى 80 قنطار وهو مؤشر جد إيجابي، موضحا أن تواجدهم في هذه المناطق يهدف بالأساس إلى دعم ما هو محقق وخاصة استغلال المياه الجوفية بعقلانية وكذلك الأسمدة المستعملة مع التوجه إلى وضع مسار تقني يعالج كميات الأسمدة المضافة خاصة الاستغلال العقلاني للمياه الجوفية.