شباب قسنطينة واتحاد بلعباس..تتويج للعمل المتواصل وحنكة التّقنيّين
عرفت الرياضة الجزائرية في عام 2018 محطّات عديدة كانت ناجحة في بعض الأحيان ومتواضعة في أحيان أخرى، بالنظر للتنافس الشديد الذي تخلل المنافسات، حيث أن مجهودات كبيرة يقوم بها رياضيونا من أجل حصد أكبر عدد من الألقاب والميداليات على الصعيد الدولي وكذا كسب ورقة الترشح للمشاركة في مواعيد كبيرة، كما أن المنافسات الوطنية عرفت تألق بعض الأندية التي كانت الأحسن واستثمرت في العمل والاستقرار.
ولعل تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى كأس إفريقيا للأمم يبقى في مقدمة «الأخبار السارة» للكرة الجزائرية، وهذا قبل جولة من نهاية التصفيات حيث كانت الطريقة التي اقتطع بها «الخضر» ورقة الترشح الى العرس القاري القادم جد ايجابية ومعبّرة للطموح الكبير الذي تعرفه التشكيلة.
فقد استطاع المنتخب الوطني تحقيق نتيجة كبيرة خارج الديار أمام نظيره الطوغولي في مدينة لومي بنتيجة 1 – 4، في الوقت الذي لابد من التوضيح أن «الخضر» لم يتمكنوا من العودة بالفوز من خارج الديار لمدة طويلة قاربت الـ 3 سنوات.
بلماضي يخلف ماجر...
وتأكّد كل متتبّعي الفريق الوطني أنّ الرؤية الجديدة للمدرب جمال بلماضي بدأت تعطي ثمارها كونه يعتمد على أحسن العناصر في الوقت الحالي، خاصة وأن عودة بعض اللاعبين الى الواجهة كانت ناجحة على غرار بلايلي وبلعمري وكذا الاعتماد على الموجة الجديدة المشكلة من شيتة، عطال، بن سبعيني، الى جانب التوفيق في اعطاء الفرصة للهدّاف بغداد بونجاح. ويمكن القول أنّه تمّ تعيين جمال بلماضي على رأس «الخضر» في بداية أوت الماضي خلفا للناخب الوطني السابق رابح ماجر، حيث أن اللاعب السابق لنادي أولمبيك مرسيليا بدأ يدرس تدريجيا امكانيات اللاعبين والطريقة المثلى التي يمكنه «استغلال» هذه الامكانيات لتكوين فريق تنافسي حتى أنه يتحدث باستمرار على أن هدفنا في كأس افريقيا القادمة هو الفوز. كما يشرف بلماضي على الفريق الوطني للاعبين المحليين، حيث أنه بدأ تربصه الأول على رأس التشكيلة التي ستتنقل الى قطر لاجراء تربص ولعب مباراة ودية أمام المنتخب القطري، وستكون فرصة مواتية للطاقم الفني لرؤية بعض اللاعبين الذين بإمكانهم الارتقاء الى المنتخب الوطني الأول.
في حين تمكّن المنتخب الوطني للاناث من حجز مكانه في نهائيات كأس افريقيا للأمم التي جرت بغانا عن جدارة، حيث خاضت شبلات المدربة فرتول 3 مقابلات صعبة أمام منتخبات قوية وأقصيت في الدور الأول. وبدون شك ستكون هذه التجربة مفيدة للغاية تحسبا للمواعيد القادمة.
الجزائر تفوز بتنظيم كأس إفريقيا للاّعبين المحليّين 2022
وعلى الصّعيد التنظيمي، فإنّ الجزائر فازت بشرف احتضان كأس افريقيا للاعبين المحترفين لعام 2022 حيث أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كانت قد قدمت ملف الترشح لتنظيم هذه الدورة.
وتعرف الفاف نشاطا من ناحية التكوين بشكل مركز من خلال اعتماد الجمعية العامة للهيئة الكروية الى انشاء مراكز للتكوين من أجل إعطاء دفع لهذا الجانب، الذي يعد الطريق الأمثل لترقية ممارسة كرة القدم الجزائرية.
وبالنسبة لمنافسات الأندية فقد عاد لقب البطولة الوطنية للرابطة المحترفة الأولى في كرة القدم الى فريق شباب قسنطيينة للمرة الثانية في تاريخ هذا النادي، الذي وظّف بشكل مميّز امكانيات لاعبيه وخبرة المدرب عمراني، الذي كان «المهندس» الحقيقي لعودة «السنافر» الى الواجهة. وسيطر «السي أس سي» على المنافسة بشكل منطقي معتمدا على هدافه عبيد، الذي أعطى العديد من النقاط الثمينة لفريقه الذي توج باللقب بمجموع 57 نقطة متقدما بـ 3 نقاط على شبيبة الساورة التي قدّمت موسما مميّزا.
اللّقب الثّاني لـ «السنافر»..وأرقام قياسية في تغيير المدرّبين لأندية النّخبة
وهذا الانجاز سمح لشباب قسنطينة وشبيبة الساورة تمثيل الكرة الجزائرية في رابطة الأبطال الافريقية، كما أن نصر حسين داي صاحب المركز الثالث يلعب كأس الكاف.
وفي منافسات كأس الجمهورية تمكن فريق اتحاد بلعباس من كسب اللقب بامتياز بعد فوزه في النهائي على حساب شبيبة القبائل بنتيجة 2 – 1 في نهائي عرف «الذكاء التكتيكي» الذي قدمه مدرب «المكرة « شريف الوزاني، الذي فاز على بوزيدي من الناحية الاستراتيجية المقدمة على الميدان، ويلعب اتحاد بلعباس كأس الكاف حاليا بفضل تتويجه بكأس الجمهورية ويدربه التقني يوسف بوزيدي.
وعرفت سنة 2018 تغييرات عديدة للمدربين والتي حطمت أرقاما قياسية يصعب تحطيمها كون المسيرين يتخذون قرارات سريعة للاعتماد على مدرب جديد بعد تعثرات قليلة لفرقهم، الأمر الذي أفقد هذه الأندية العمل المتواصل والذي يعطي نتائج تقنية ملموسة.
هذه الوضعية أجبرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الى اعتماد قانون يفرض على الأندية انتداب مدربين اثنين (2) فقط في الموسم، وبدون شك ستجد الفرق صعوبات كبيرة لتحقيق هذه المعادلة.
«انتدابات جديدة» للمسيّرين.. والمشاكل المالية للأندية تطفو على السّطح
ومن جهة أخرى، فإن السنة الحالية عرفت «انتدابات» من نوع آخر بالنسبة للأندية، والتي تخص المسيرين في اجراء يعتبر منطقيا كوننا في عالم الاحتراف أين تكون الكفاءة هي المعيار الأول في الاعتماد على مسيرين سبق لهم العمل في فرق أخرى. وفي هذا الصدد فان اتحاد العاصمة عيّـن عبد الحكيم سرار كمدير رياضي للنادي بعد أن كان رئيسا لوفاق سطيف لسنوات عديدة، كما أن شباب بلوزداد قام بجلب الرئيس السابق لاتحاد العاصمة سعيد عليق ليكون مديرا رياضيا لأبناء لعقيبة للاستفادة من خبرته وحنكته بعد الماكل العديدة التي عاشها الفريق والتي أثرت عليه، حتى أنه «خسر» المقابلة الأولى للبطولة هذا الموسم في عقر داره تحت «البساط الأخضر» بسبب مشاكل إدارية. وفي الحديث عن المشاكل الادارية والمالية، فان العديد من أندية الرابطتين الأولى والثانية تعيش وضعيات صعبة وأثرت على مسارها على غرار شباب بلوزداد، اتحاد الحراش، رائد القبة، اتحاد بلعباس حتى أن هذا الفريق الأخير الذي يمثلنا في كأس الكاف لم يعتمد على تشكيلته الأساسية في مباراته الأخيرة بسبب مشاكل مالية بين الادارة واللاعبين، وقد يغادر العديد منهم الفريق خلال الميركاتو الشتوي.
وفي سياق الأندية المحترفة، فإن هذه السنة عرفت انتخاب عبد الحكيم مدوار على رأس رابطة كرة القدم المحترفة.
إقصاءات متتالية في الطّبعة الماضية للكؤوس القاريّة
أما بالنسبة لمشاركة أنديتنا في المنافسات القارية، فقد كانت الرحلة قصيرة بالنسبة لـ «العميد»، الذي أقصي في دور المجموعات لرابطة الأبطال الافريقية بعد أن كان طموح الفريق كبيرا لتحقيق أشياء كبيرة.
وكانت الخيبة كبيرة بالنسبة لأنصاره، لا سيما وأنه يتمتع بامكانيات معتبرة، وواصل وفاق سطيف المغامرة بنجاح في أول الأمر بقيادة المدرب رشيد الطاوسي كونه تمكن من التموقع في نصف النهائي وإقصائه للوداد البيضاوي المغربي، لكن اصطدم الوفاق بخبرة الأهلي المصري في نصف النهائي وأقصي من المنافسة التي خرج منها بشرف لأنه قدم مسيرة ناجحة للغاية. أما في كأس الكاف، فإن كل «العيون» كانت موجهة صوب فريق اتحاد العاصمة الذي يملك تشكيلة متوازنة وطموحة، لكنه خيّب كل المتتبعين بخروجه من المنافسة على يد النادي المصري، حيث لم يتمكن من فرض منطقه في مباراة العودة من الدور ربع النهائي الذي جرى في ملعب 8 ماي 1945 بسطيف.
وعلى ذكر اتحاد العاصمة، فؤن ذلك يجرنا للحديث عن كأس الأندية العربية التي عرفت أيضا خيبة بالنسبة لهذا الفريق الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل الى ربع النهائي، بالرغم من خسارته في الخرطوم على حساب المريخ السوداني بـ 4 – 1، واستطاع أشبال فروجيه من توقيع هدفين في لقاء العودة بملعب 5 جويلية، وأتيحت لهم العديد من الفرص لاضافة هدف ثالث للتأهل، لكن التسرع وعدم التركيز كان أقوى وضاعت المنافسة من يدي الفريق العاصمي.
«العميد» يواصل المغامرة في كأس الأندية العربية
في حين خرج وفاق سطيف هو الآخر في نفس الدور أمام اتحاد جدة السعودي، بالرغم من أن النسر الأسود قدم مباراة في المستوى خلال مرحلة الاياب بالسعودية والتي انتهت بالتعادل 1 – 1، والكل اتفق على أن الوفاق كان قد ضيّع التأهل بسطيف خلال مباراة الذهاب التي خسرها بـ 0 – 1، وتنقل الوفاق الى السعودية تحت اشراف مدرب جديد وهو زكري الذي غيّر أشياء كثيرة في التشكيلة.
ويبقى فريق جزائري واحد في المنافسة العربية لحد الآن و هو «العميد»، الذي سوف يواجه في الدور ربع النهائي فريق المريخ السوداني، حيث أن المهمة لن تكون سهلة لأشبال المدرب عمروش، الذي عليهم تسجيل نتيجة كبيرة في لقاء الذهاب بملعب 5 جويلية قبل التنقل الى أم درمان.