تعهدت الجزائر والصين، بالعمل على تعميق العلاقات الثنائية وتوسعيها، في إطار وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها رئيسا البلدين عبد العزيز بوتفليقة وشي جي بينغ سنة 2014، واعتبرا أن الإنجازات البينية المحققة خلال العقود الستة الماضية مثمرة ومفيدة لكلا الشعبين.
أقيمت، أمس، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، الاحتفالية المخلدة لمرور 60 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين، المصادفة ل20 ديسمبر من كل سنة،حيث سنحت الفرصة للوقوف على أبرز المكاسب المحققة في كنف الصداقة والشراكة الاستثنائية.
وبحسب وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، الذي أشرف على مراسيم الحفل رفقة سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر لي ليا هو، فإن العلاقات الثنائية تجاوزت بعد المبادلات التجارية الثنائية وأرقام المشاريع الاقتصادية المبرمة إلى المواقف الإنسانية النبيلة والانحياز إلى العدالة واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وقال مساهل إن 60 سنة من العلاقات الممتازة تدل على “ الدعم السياسي والمادي المتين من الجانب الصيني خلال الثورة التحريرية، حيث كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة في 19 سبتمبر 1958”.
وتابع “أن الصين أول دولة استجابت للنداء المستعجل للجزائر مباشرة بعد الاستقلال من خلال إرسال بعثة طبية أشرفت على علاج الملايين من الجزائريين دون مقابل”.
ونوه الوزير بالقفزة النوعية التي حققها البلدان، عقب رفع التعاون الاستراتيجي بين البلدين إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية الشاملة في 25 ماي 2014، من خلال وثيقة وقعها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الصيني شي جي بينغ. وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن مستقبلا واعدا ينتظر الدولتين على أكثر من صعيد، خاصة ما تعلق ببناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، ومواصلة تنسيق المواقف في المحافل الدولية خدمة لتحقيق العدالة واحترام سيادة الدول والتسوية السلمية للأزمات وتكريس العيش المشترك في سلام.
من جانبه، أكد سفير الصين لدى الجزائر لي لياهو، في كلمته ، أن الستينية حافلة بالمحطات التاريخية التي تخلد التضامن بين البلدين والجهود المشتركة للتحول الاقتصادي المتميز الذي سمح بالتخلص سريعا من المخلفات المدمرة للقوى الاستعمارية.
وقال السفير لقد “حقق البلدان طيلة هذه العقود تقدما كبيرا يدا بيد وحصدا ثمارا معتبرة كانت لها فوائد على الشعبين”.
وقال السفير، إن بلاده “لن تنسى أبدا دور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي كان سنة 1971، وزيرا للخارجية، في الدفاع عن حق الصين في استرجاع مقعدها على مستوى هيئة الأمم المتحدة”.
وأشاد المتحدث بدور الجزائر في خدمة السلم والأمن على الصعيد الإقليمي والقاري وحتى الدولي، مثمنا الآلية المشتركة بين البلدين في مكافحة الإرهاب العالمي والتطرف العنيف، وقال إن “للجزائر دورا ووزنا في إفريقيا وتقوم بعمل هام لخدمة الأمن والاستقرار ونحن ندعم جهودها الحاسمة في هذا المجال”.
ونقل السفير الصيني للجزائر رغبة بلاده في مواصلة العمل بالقدر ذاته على تعميق التعاون والتنسيق خلال السنوات المقبلة.
وحضر الاحتفالية أعضاء من الحكومة، والسلك الدبلوماسي الأجنبي وضيوف، كما تم التوقيع على طابع بريدي يخلد الذكرى ٦٠ للعلاقات الجزائرية الصينية.