الرهان على البعثات الدبلوماسية لترويج «منتوج بلادي»
خرج اللقاء الوطني المخصص لترقية الصادرات خارج المحروقات، تحت شعار إنجاح عمليات التصدير لتنويع الموارد بصياغة خارطة طريق ستسمح بإعداد المحاور الكبرى لإستراتيجية فعالة وبناء ديناميكية حقيقية لترقية التصدير والتوجه نحو الأسواق الخارجية والترويج للمنتوجات المحلية الصنع في الدول الغربية. تحقق ذلك بفضل دعم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لهذا اللقاء الوطني الذي جمع المتعاملين الاقتصاديين والشركاء الفاعلين والمؤسسات الاقتصادية بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة، وهو ما يترجم المسعى الواضح لتنويع الاقتصاد وترقية الصادرات خارج المحروقات.
في ذات السياق اعتبر وزير التجارة سعيد جلاب، الملتقى الوطني محطة هامة تأتي لاستكمال سلسلة التشاور التي تمت بين الفاعلين الاقتصاديين قصد إبراز التحديات وتشخيص العراقيل التي لازالت عقبة في مسار ترقية التصدير، كاشفا عن رسم المعالم الأولية لاستراتيجية ترقية الصادرات خارج المحروقات التي تتمحور حول رؤية واضحة تعتمد على قطاعات استراتيجية ذات أولوية.
وأكد جلاب أن الجزائر ستتواجد بقوة في الأسواق الإفريقية قريبا بمنتوجاتها محلية الصنع، خاصة بعد تحقيق قفزة نوعية من خلال المعارض الخارجية التي أعطت انطباعا إيجابيا وأبرزت الآفاق الواعدة التي ترشح المنتجات الجزائرية لأن تكون ناجحة بامتياز في العديد من الأسواق حتى الأوروبية والأمريكية والآسيوية، مشيرا إلى تسجيل ارتفاع في عدد المؤسسات المشاركة في المعارض الخارجية من 374 في السنة الماضية إلى 839 شركة في 2018 أي بمعدل نمو يفوق 24 بالمئة.
وكشف جلاّب عن 50 اتفاقية تصدير للمنتوجات المحلية جمعت الجزائر بالعديد من الدول في جميع المجالات من أهمها 25 عقد شراكة مع دولة موريتانيا و9 اتفاقيات مع واشنطن و4 مع بلجيكا وعقد شراكة مع قطر وكذا 12 اتفاقية مع الغابون و5 مع مصر، مضيفا أن المفاوضات بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والأجانب لا تزال مفتوحة.
وحسب وزير التجارة فإن البعثات الاقتصادية في السفارات الجزائرية في الخارج ستكون السند القوي لتحقيق مسعى ترقية الصادرات وولوج العديد من الأسواق والمستمدة من الاستراتيجية المعتمدة على التنويع المثمر للشركاء الاقتصاديين والتجاريين على الصعيدين العالمي والإفريقي مع إنشاء منطقة التبادل الإفريقي الحر، مشيرا إلى أن 300 شركة جزائرية اقتحمت عالم التصدير في ظرف قياسي.
وسيساهم الملتقى الوطني على حد تعبير الوزير في الوقوف عند واقع التصدير بغية استخلاص الآليات والتدابير الكفيلة بتحسين السياق العام للتصدير وحتى تتمكن الجزائر من بلوغ أكثر من ملياري دولار خارج المحروقات وهو ما حققته لحد الآن بفضل الجهود المبذولة.