“اللغة العربية والتقانات الحديثة” شعار لليوم الدراسي الخاص بإحياء الجزائر لليوم العالمي للغة الضاد، احتفائية حملت الكثير من الأخبار السارة والمفاجآت، أفصح عن البعض منها أمس، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور صالح بلعيد، خلال اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس بمعية وزارة البريد و المواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات الرقيمة، بالمكتبة الوطنية الحامة بالعاصمة.
«إن اللغة العربية بخير بالرغم من كل المضايقات التي تعرفها، الأمر الذي يدفعنا إلى رسم سياسة لغوية تربوية جديدة، تعمل على فك الأسر والسماح للعربية بالازدهار ولتكون لغة إشعاع”، يقول رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في كلمته، مشيرا أن إحياء الجزائر لليوم العالمي للغة الضاد يترجم اليوم بسهر على الفوز بمعركة الرقمنة، هذا التحدي الكبير الذي من شأنه أن يعيد لهذه اللغة الإنسانية، اللغة الرسمية السادسة في هيئة الأمم المتحدة، مجدها و مكانتها بين اللغات الرسمية الأخرى”.
المعترك اليوم حسب بلعيد، يقوده الباحثون والمترجمون واللغويون، وقد بدأت الجزائر في تحصيل أول بوادره من خلال إطلاقها للعديد من المنصات الرقيمة، التي تكون فضاء للبحوث، نذكر منها ـ يضيف قائلا ـ منصة المواطنة اللغوية، بمعية وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات الرقيمة.
ومنصة المعجم التاريخي، منصة معجم الثقافة الجزائرية وغيرها.
وأشاد بلعيد في ذات السياق، بالجهود التي يبذلها اليوم المختصون الجزائريون في مجال التكنولوجيات الحديثة والرقمنة، من أجل رفع التحدي الرامي إلى تجاوز كل العقبات التي تقف في طريق اللغة العربية، التي ‘’تملك أكثر من 12 مليون مفردة، والتي قاومت الظهر والاندثار والتلاشي”، وهي اللغة التي اشتقت ونهلت منها الكثير من اللغات كالفرنسية والاسبانية والانجليزية كما هائلا من كلماتها”.
ويبقى التحدي الأكبر اليوم، في نظر بلعيد “هو سد فجوة المحتوى الرقمي العربي في الشابكة، العمل على توطين العالم باللغة العربية، تعزيز الدراسات في مجال هندسة اللغات، تكثيف الجهود في مجال المعاجم الحاسوبية. تكثيف الأعمال العالمية في المحتوى الرقمي، إنتاج برمجيات ومحللات صرفية ونحوية ذكية للمعالجة الآلية، وأخير التوسع في استخدام ذخائر النصوص المحوسبة.
وإضافة إلى إطلاق المنصات الرقمية العديدة، سقوم اليوم وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات الرقيمة والمجلس الأعلى للغة العربية، “بإزاحة الستار عن طابع بريدي عالمي يخلد اليوم العالمي للغة العربية”، وهو دليل يقول بلعيد على “أن الدولة الجزائرية ترعى المواطنة اللغوية بأريحية علمية وهمها المناسبة العالمية، بل هي الوجه المشرق للغة الهوية الجامعة”.
هذه اللغة ـ يضيف ـ التي كانت ثابتة في دساتير الدولة الجزائرية بصورة معززة محمية، كلغة وطنية رسمية، وأقامت لها الدولة المؤسسات التي تعمل على رفدها وتعميمها، وتشهد الآن نقلات عملية في مختلف مجالات العلوم”.