في حفل رمزي حضرته نخبة مميزة من الفنانين التشكيليين، الإعلاميين والمهتمين بالفنون والثقافة، تم أمس، بالمتحف العمومي الوطني”سيرتا” بقسنطينة، افتتاح فضاء جديد خصّص لعرض “الأعمال الفنية العالمية” من لوحات زيتية ومنحوتات، وهي الأعمال التي تزخر بها خزانة هذا المعلم التاريخي الهام في الفترة الممتدة من القرن 17 وإلى غاية القرن 20.
في كلمتها، قالت السيدة أمال سلطاني، مديرة متحف “سيرتا”، أن هذه المبادرة أصبحت تقليدا لمتحف “سيرتا”، أردنا من خلالها تثمين المخزون التراثي الهام الذي يحتويه هذا المعلم التاريخي، خاصة في مجال الفنون التشكيلية من لوحات زيتية ومنحوتات تعود الى الفترة بين منتصف القرن 16 و20، فهذا الفضاء الجديد ـ كما أضافت ـ هو تتمة للفضاء الذي بادر به المتحف منذ سنة تقريبا وخصّصه للفنانين التشكيليين الجزائريين.
وأضافت السيدة “سلطاني” أن هذا الفضاء الذي أطلق عليه تسمية “الفن العالمي” سيكتشف من خلاله الزائر ثلاثة قرون من الإنتاج الفني الذي يقدم لنا قراءات حول الجوانب الجمالية والتاريخية المتعلقة بعالم الفن وقوة البحث الفني للمبدعين في ذلك العصر، مشيرة في الختام الى أن قسنطينة فخورة اليوم بهذا الإرث الخصب الذي لا تقدر قيمته بثمن.
من جهته في تصريح مقتضب لـ “الشعب” على هامش هذا اللقاء، قال الفنان التشكيلي المخضرم عمار علالوش، إن هذه المبادرة هي تثمين لمخزون الإرث الفني الذي يحتويه متحف “سيرتا”، فهذا الفضاء سينفض دون شك الغبار عن فترة تاريخية هامة في الفن التشكيلي بريشة فنانين تشكيليين من مشارب مختلفة، وهوف ذات الوقت نبش في الذاكرة وإعادة الاعتبار لما كان منسيا؟
وأضاف علالوش أن الوقت قد حان لتجاوز الأزمات وإعادة كتابة تاريخ الفن التشكيلي بالعمل البحثي الجاد والتعريف بموروثنا للشباب، فنحن اليوم نفتخر بهذا الزخم الهائل الذي يعبّر بجد عن شخصيتنا الجزائرية الأصيلة.
الفنانة التشكيلية شفيقة بن دالي حسين، المكلفة بمجموعة الفنون الجميلة بمتحف سيرتا، أكدت هي الأخرى لـ “الشعب”، أن هذا الفضاء الدائم يشكل نزرا قليلا من المخزون الهائل الذي يحتويه هذا المتحف، وأن تجديد هذا المعرض بصفة دورية سوف يبرز للجمهور الثراء والتنوع الذي تحمله كل الأعمال الفنية التي أبدعتها أنامل الفنانين التشكيليين على مر العصور.
الجدير بالذكر أن هذا الفضاء اشتمل على أكثر من 30 لوحة زيتية ونحو 10 منحوتات لفنانين تشكيليين أمثال: “أوغيست رودان”، “غابرييل شارل”، “مونوييه جون باتيست” و«نصرالدين دينيه”، كما يجب الإشارة بالمناسبة أنّ متحف “سيرتا” سيتدعّم في المستقبل القريب بفضاء آخر يخصّص للفن الإسلامي، حسب ما أكّدته مديرة المتحف لجريدة “الشعب”.