«الشعب » «هذا العنوان التاريخي والأصيل الذي فرض نفسه على الساحة الإعلامية وظل وفيا لخطه الوطني » بهذه الكلمات استهلت الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» السيدة أمينة دباش مداخلتها خلال الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة الذكرى 56 لتأسيس الجريدة معبرة عن اعتزازها وافتخارها بالمصداقية التي تتمتع بها الجريدة وما تقدمه من مادة إعلامية متوازنة ومؤثرة، بفضل طاقم متناسق ومتماسك استطاعت بفضله البقاء لتطل على قرائها ورقيا ورقميا وإيصال رسالة إعلامية هادفة.
أكدت السيدة دباش في كلمتها على أهمية جريدة «الشعب» في الساحة الإعلامية وتنوير الرأي العام، كونها أول جريدة تصدر في الدولة الجزائرية المستقلة باللغة العربية كتحدي للسياسة الاستعمارية، وتمجيدا لانتفاضة الشعب الجزائري ضد المستعمر في ثاني ذكراها، مؤكدة المكانة الكبيرة التي تحتلها الجريدة في مسيرة الصحافة الجزائرية التي ولدت في خضم الاستعمار والناطق باسمه.
الرئيسة المديرة العامة في مداخلتها نوهت بصمود الجريدة واستمرارها رغم الأزمات التي مرت بها وتمكنها من مواكبة التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، مبرزة الدور الذي لعبه طاقمها في رفع التحدي ومواصلة تطوير الجريدة»رغم الصعوبات والعراقيل، استطاعت جريدتنا اليوم الوقوف على قدميها، الورقية والإلكترونية، عازمة على مواصلة مشوارها، رافضة الخضوع للأمر الواقع مثلها في ذلك مثل الجزائر التي وإن زعزعت ظلت واقفة».
وأبرزت المديرة حرص العنوان على تقديم رسالة إعلامية ذات أبعاد وطنية أساسها الأخلاق والمهنية في تغطية الأحداث الوطنية، بعيدا عن الأخبار المغلوطة والتهويل الإعلامي، وهذا ما مكنها بحسبها من فرض الاحترام والتقدير بالإضافة إلى وفائها وتمسكها بخطها الافتتاحي الذي لم تزغ عنه في إسماع صوت الموطن وصوت المصلحة العليا للوطن بأداء محترف.
وتطرقت السيدة دباش في مداخلتها إلى لإصلاحات التي عرفتها الجريدة والتي مست جانبها المالي، حيث أكدت أن المؤسسة استطاعت بفضل مخطط تطهيري تصفية كل الديون التي كانت عالقة، بالإضافة إلى هذا حرص القائمين على العنوان إثراء محتواه من خلال طرح ومناقشة أهم القضايا الوطنية بملفاتها الأسبوعية، وصفحاتها الخاصة وتعزيزها بموقع إلكتروني، والانتهاء من رقمنة أرشيف الجريدة منذ صدور أول أعدادها في 1962 الذي يخلد تاريخ الجزائر المعاصر.
واستغلت المديرة المناسبة للوقوف على المجهودات المبذولة من طرف أسرة الجريدة من أجل تعويد طاقمها على الاندماج أكثر في المجال الرقمي، وتحسين مضمونها لضمان الريادة والبقاء، باعتبار الرقمنة رهانا مهما لا رجعة فيه من مواكبة التطور الحاصل في مجال التغطية الإعلامية .
ولم تفوت المديرة المناسبة للتنويه والإشادة بالجهود الجبارة التي يقوم المراسلون عبر 30 ولاية من الوطن في نقل مختلف انشغالات المواطنين وتغطية الأحداث المحلية بكل مصداقية ومهنية .
كما أكدت السيدة دباش حرص العنوان على التمسك بالأخلاق المهنية في أداء رسالته الإعلامية، مشددة على أن العمل الصحفي لا يمكن أن يكون إلا مرتبطا بحب الوطن والدفاع عنه.
وبكلام مؤثر كان له وقعه وصداه عند الحضور، ترحمت الرئيسة المديرة العامة لجريدة الشعب على أرواح شهداء ثورة التحرير، شهداء مظاهرات 11 ديسمير 1960، شهداء الواجب الوطني والمهني والصحافيين الذين غادرونا بعد صراعهم مع المرض آخرهم زميلها المصور التلفزيوني محمد عوايطية الذي عمل معها اكثر من 7 سنوات بمديرية الاتصال برئاسة الجمهورية.