اعتبر الدكتور العربي بوعمامة، أستاذ الإعلام والاتصال ورئيس مخبر الدراسات الإعلامية والاتصالية بجامعة مستغانم، بأن الاحتفال السنوي بذكرى جريدة «الشعب» العريقة «يؤسس لتقاليد راقية وأصيلة، فهي تواكب في حيثيات الاحتفال ودلالته التاريخية والإعلامية وفاءً والتزاما يجدّده المنتسبون لهذا المنبر الإعلامي الوطني الجامع».
وعاد الدكتور بوعمامة إلى «الإعلام الوطني»، مذكرا بما حقّقه الإعلاميون الجزائريون في وجه المستعمر، وكيف واصلوا على درب البناء والتشييد، قائلا إن هذا الإعلام انطلق في أيام نضال ورباط مهّد لاستقلال وطن، وتحرّرت أمة من أغلال غرسها مستعمر حاصره صوت الثورة التحريرية الإعلامي، وأبان هذا عن قوة كلمة الإعلام ونبل رسالة الصحافة، حين تثري مسارات كفاح ونضال».
وقال د.بوعمامة إن تاريخ 11 ديسمبر 1962 كان محطة تاريخية وإعلامية فاصلة في تاريخ الصحافة الجزائرية، التي عاصرت مرحلة البناء الوطني الأول للدولة التي عززت من مكانة الإعلام الوطني، وجعلته أحد منابر التوجيه والتنشئة الوطنية.
ورافع د.بوعمامة من أجل الحفاظ على هذه الصحافة الوطنية والاستثمار في تاريخها، وجعلها مثالا يحتذى به، خاصة وأنها تقدم الخدمة العمومية وتعتبر إضافة نوعية للساحة الإعلامية، وقال: «وقد كان لجريدة «الشعب»، ممثلة في قياداتها وأقلامها الصحفية، دور هام فيما أشرنا إليه توصيفا، فحملت على عاتقها قضية وطن ودولة بنت في أحلك الظروف كيانها المؤسساتي، وغرست قيم التعددية الإعلامية بالحفاظ على أصالة وعطاء تاريخي لا ينقطع لما حققه الإعلام الوطني من مكاسب إبان ثورة التحرير المظفرة وفي عهد جزائر الاستقلال، وأجدني في هذه السانحة معبرا عمّا نحمله من مشاعر اعتزاز بمسار هذه الجريدة العريقة، أشدّد على أهمية الحفاظ على نماذج هامة في صحافتنا الوطنية ترتكز على الاستثمار في تاريخ منابر إعلامية أعطت الكثير للقيم النوفمبرية الخالدة، ومكّنت من تعزيز مكانة الإعلام والصحافة في المجتمع.. ولا يسعنا إلا أن نجدّد دعمنا لـ«الشعب» التي تشكل إضافة نوعية للساحة الإعلامية والإعلام المكتوب.. مؤسسة عمومية تقدم خدمة عمومية بامتياز، وتكتسي من المهنية في عالم الصحافة نموذجا يحتذى به».