تلتقي، اليوم الخميس، منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وشركاؤها من المنتجين المستقلين تتصدرهم روسيا في فيينا، من أجل تمديد العمل بقرار خفض إنتاج النفط في عام 2019، في ظل ما تعرفه الأسواق من تخمة في المعروض، ما أسفر عن تراجع مخيف للأسعار ويرتقب أن تسير «أوبك» وشركاؤها في مسار خفض ما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يوميا من إنتاجها أي ما يعادل نسبة 1.3 بالمائة من الإنتاج العالمي، لأنه يعد الخيار الجوهري الأمثل لتجاوز الوضع الصعب والتحدي الكبير الذي تواجهه الأسواق.
يمكن وصف لقاء»أوبك» وشركائها بالمصيري، على خلفية أن السوق في حاجة ماسة إلى عملية تصحيح سريعة، حتى لا تسجل الأسعار المزيد من الانهيار بعد أن تهاوت من سقف 85 دولارا إلى أقل من 60 دولارا منذ شهر أكتوبر الماضي، بسبب الزيادة في العرض التي طفت على الأسواق، علما أنه بلغت الزيادة في العرض نحو1 مليون برميل يوميا بسبب عدم احترام بعض الدول لقرار التخفيض المتخذ في فيينا، ولاشك أن أكبر منتجين في «أوبك+» ويتعلق الأمر بكل من روسيا والعربية السعودية، متفقتان مبدئيا على ضرورة تصحيح الأسعار، من خلال الشروع في امتصاص التخمة المسجلة، ولا يخفى أن أسعار النفط انخفضت نحو الثلث منذ شهر أكتوبر الماضي إلى ما يقل عن 60 دولارا للبرميل، في ظل منح واشنطن إعفاءات لبعض زبائن النفط الإيراني، مما أثار مخاوف جديدة بشأن تخمة نفطية في العام القادم. لذا جميع الأنظار تتجه صوب اجتماع فيينا ولا يقتصر الأمر على المنتجين والمستهلكين بل حتى المصدرين يواجهون الكثير من التحديات للاستمرار في استثماراتهم الكبرى عبر العالم.. فهل تتمكن «أوبك» وشركاؤها من كسب رهان تصحيح الأسعار؟ خاصة بعد أن نجحت مرتين بالجزائر في التأسيس عام 2016 لأرضية الوفاق ثم جددت تمسكها باتفاق الجزائر.
يذكر أن أسعار النفط تراجعت مدفوعة بتخمة في الإمدادات الأمريكية، وكذا بفعل تراجع أسواق الأسهم، في وقت حذرت فيه الصين من تنامي العوامل المعاكسة للاقتصاد وفي ظل توقعات أن اليابان ستكشف عن انكماش الناتج المحلي الإجمالي لربع سنوي آخر. والجدير بالإشارة فإن العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت ناهزت حدود 61.14 دولار للبرميل منخفضة بنحو94 سنتا أوما يعادل 1.5٪ مقارنة مع الإغلاق السابق. في حين بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 52.44 دولار للبرميل متراجعة بحوالي 81 سنتا أو1.5٪. إذ تراجعت الأسعار في وقت ارتفعت فيه مخزونات الخام الأمريكية بنحو5.4 مليون برميل خلال الأسبوع الأخير إلى 448 مليون برميل في مؤشر على تنامي التخمة في أسواق النفط الأمريكية. ورغم كل تلك المؤشرات السلبية لكن «بنك أوف أمريكا، يتوقع أن تقفز أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط في المتوسط إلى 70 دولارا و59 دولارا في عام 2019.