غلام الله يؤكد عزم الجزائر على تصحيح مرجعيتها
أشرف أبو عبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى رفقة بن عمر بكوش والي برج بوعريريج، صبيحة أمس، على افتتاح الملتقى الدولي «الشيخ محمد العربي بن التباني» الذي حمل شعار «أصالة الفكر الأشعري وأثره على التماسك الاجتماعي» تحت رعاية رئيس الجمهورية، وهو الملتقى الذي شارك فيه فقهاء، أساتذة، مشايخ ودكاترة من الجزائر، موريتانيا، تونس والإمارات العربية المتحدة.
أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن المرجعية الدينية في الجزائر تأثرت بفعل تواجد معلمين وأساتذة من دول أجنبية بعد الإستقلال من أكثر من 70 جنسية، كان البعض منهم حاملا لأفكار ومذاهب أثرت في المجتمع الجزائري.
وأضاف غلام الله أنه لولا قوة المجتمع الجزائري لكان تأثير ما حدث أكثر مما هو عليه الآن، مؤكدا أن ما يحدث الآن من تصحيح للمرجعية الدينية لابد منه، ولابد أن ينخرط فيه الجميع حيث كشف عن خطوات وإجراءات اتخذتها الدولة الجزائرية بمؤسساتها الدينية من خلال فتح معاهد ومدارس لتكوين الأئمة، و تصليح المناهج التعليمية في المدارس بالإضافة إلى الاتصال بالعامة من خلال المساجد والمحاضرات والملتقيات ناهيك عن استغلال وسائل الإعلام بكل أنواعها من خلال فتح إذاعة للقرآن الكريم وقناة تلفزيونية لنفس الغرض.
وأكد غلام الله أن ما تبثه قناة القرآن الكريم الرسمية هو فقط الصحيح والمرجعية الصحيحة للجزائريين، أما غير ذلك فهو تشويه وتضليل لابد أن يتوقف، وأكد أن أفكارا تظليلية تخرج من قنواتنا الجزائرية متهما القائمين عليها أنهم لا يتورعون أن يبلغوا الخطأ، مستغربا منح منابر لمن يكذب القرآن والحديث ويطعن في العلماء بالقول إنهم ليسوا علماء، وخص قناة تلفزيونية رفض ذكر اسمها، مشيرا إلى أن هذه القناة تدعي الوطنية لكنها تشوه الواقع.
وتضمن برنامج الملتقى الذي يدوم يومين مجموعة من المحاضرات متبوعة بنقاش مع الحضور من رجال دين وأئمة وطلبة الجامعات والزوايا، حيث ألقى الدكتور عمار طالبي محاضرة حول الأشعرية النشأة والتطور ثم مداخلة للدكتور محمد نور سيف المهيري من دولة الإمارات ومداخلة تحت عنوان مركزية العقل والنقل في الفكر الأشعري من إلقاء محمد يعيش من جامعة الجزائر ومحاضرة أخرى بعنوان حرية الإرادة عند الأشاعرة للدكتور نصر الجويلي من جامعة تونس.
ويستمر البرنامج في جلسات علمية ينشطها الدكتور محمد القاسمي شيخ زاوية الهامل ببرمجة كل من الدكاترة نذير حمادو من جامعة قسنطينة حول سلفية الفكر الأشعري، ومحاضرة للدكتور مرزوق العمري من جامعة باتنة حول الفكر الأشعري في الجزائر ومحاضرة أيضا للدكتور أحمد لمات محمد عبد الله من موريتانيا حول دور الفكر الأشعري في موريتانيا.
أما اليوم الثاني من الملتقى فيتضمن برنامجه أربعة محاضرات من إلقاء الدكاترة محمد مختار حامد من جامعة موريتانيا بعنوان الأشعرية المكانة والتحدي، والدكتور ابراهيم بحاز باحث أكاديمي من غرداية في محاضرة حول التعايش الفكري والعقائدي في الجزائر، ثم محاضرة للدكتور سليمان ولد خصال من جامعة الجزائر حول أهم قضايا العقيدة عند التباني ويكون الختام بمحاضرة للدكتور محند أويدير مشنان حول توظيف الفكر الأشعري في حياتنا المعاصرة.
وأكد والي برج بوعريريج بن عمر بكوش أن وجود هؤلاء الدكاترة والمشايخ ببرج بوعريريج تم إغتنامه كفرصة وتمت برمجة محاضرات ودروس بمساجد الولاية حتى تعم الفائدة ويغنم المواطنون من هذه الوجوه العلمية والدينية والفكرية، هذا بالإضافة إلى تنظيم زيارات لضيوف الولاية والجزائر إلى زوايا الولاية ومدارس تعليم القرآن الكريم.