تستأنف، غدا الأربعاء، بالعاصمة السويسرية جنيف، العملية السياسية لحل النزاع الطويل في الصحراء الغربية، حيث سيشرف مبعوث الامم المتحدة الى المنطقة هورست كوهلر، على أول جلسة مفاوضات بين جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي والمغرب منذ 2012.
قبلت الجزائر وموريتانيا دعوة الأمم المتحدة، لحضور المفاوضات المقررة يومي 05 و06 ديسمبر الجاري بصفتهما بلدين ملاحظين، وفي إطار حق الجوار.
اعتبر كوهلر في دعوته الموجهة لطرفي النزاع شهر أكتوبر أن «الوقت قد حان لفتح فصل جديد في المسلسل السياسي»، ويبدو كوهلر عازما على إيجاد مخرج سياسي ينهي آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا.
تطالب جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي بتطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الإفريقي، التي تنص على إجراء استفتاء تقرير المصير من أجل حل هذا النزاع.
جددت اللجنة الرابعة للأمم المتحدة التي عقدت أشغالها منتصف أكتوبر الماضي، تأكيدها على أن القضية الصحراوية، «قضية تصفية استعمار»، وأن المغرب لا يملك حق السيادة على الإقليم، كما لا تعترف له أية دولة في العالم بسيادته على الأراضي المحتلة.
أجريت آخر جولة مفاوضات برعاية الأمم المتحدة في مارس 2012، بعدما قرر المغرب بشكل أحادي الإنسحاب من المفاوضات في ظل تسويق لمقترح مخالف لقرارات الشرعية الدولية ويتعارض مع إرادة الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
خطوة ملموسة
منذ تعيينه سنة 2017 مبعوثا أمميا للصحراء الغربية، التقى الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر عدة مرات أطراف النزاع، خاصة بمناسبة جولة له في المنطقة، لكن كل على حدة. تطمح الأمم المتحدة لجعل اللقاء المرتقب عقده في قصر الأمم بجنيف «الخطوة الأولى في مسار مفاوضات جديدة»، من أجل التوصل إلى «حل عادل، دائم يحظى بقبول جميع الأطراف ويمكن من تقرير مصير شعب الصحراء الغربية»، وفق ما ورد في ورقة إخبارية للمنظمة الأممية.
تعتبر الأمم المتحدة أن الأوضاع «هادئة في العموم على جانبي الجدار الرملي (جدار العار) الذي شيده الاحتلال المغربي على طول 2700 كيلومتر، بعد توترات عرفتها منطقة الكركرات التي تقع في منطقة التماس؟
تعتبر البوليساريو تقليص مدة ولاية بعثة المينورسو من سنة إلى ستة أشهر جزءا من «الدينامية» التي خلقها تكليف كوهلر بهذا الملف، وتضطلع هذه البعثة على الخصوص بمهمة مراقبة وقف إطلاق النار منذ 1991.
صوّت مجلس الأمن الدولي في أفريل ثم أكتوبر 2018 على تقليص ولاية المينورسو مرتين لمدة 6 أشهر، تحت ضغط من الولايات المتحدة على خلفية كلفة البعثة وجمود المسار السياسي. تعتبر جبهة البوليساريو من جهتها أن «كل شيء قابل للتفاوض باستثناء الحق الدائم والثابت لشعبنا في تقرير مصيره»، كما قال عضو أمانتها الوطنية، امحمد خداد.
قمع متظاهرين
أقدمت قوات الاحتلال المغربية، السبت الماضي، على التدخل بشكل عنيف ضد متظاهرين سلميين أغلبهم من المعطلين الصحراويين، بمدينتي العيون والداخلة المحتلتين؛ وهو التدخل الذي أسفر عن وقوع العديد من الإصابات في صفوف المتظاهرين. كانت قوات الاحتلال بمختلف تشكيلاتها قد حاصرت متظاهرين صحراويين من مجموعة القسم، بالعاصمة المحتلة العيون كانوا قد تظاهروا للمطالبة بحقوقهم وتنديدا بالاستنزاف والاستغلال غير القانوني لثروات الصحراء الغربية، وهوالحصار الذي تطور إلى تدخل عنيف ضد المتظاهرين، مما تسبب في وقوع ضحايا في صفوفهم.