بعد أسبوعين من اندلاع مظاهرات «السترات الصفراء» في باريس وفي مدن فرنسية عدة، تسعى الحكومة الفرنسية لإيجاد حل للأزمة وأعمال العنف التي طالت رموز الدولة الفرنسية، وذلك بفتح حوار مباشر مع أحزاب المعارضة وبعض ممثلي «السترات الصفراء» الذين ينددون بسياسة الرئيس الفرنسي الاجتماعية وارتفاع أسعار المحروقات وغلاء المعيشة.
بدأ إدوار فيليب، أمس، مشاوراته بلقاء مع ممثلي الحزب الاشتراكي ثم حزب «الجمهوريون» وأحزاب معارضة أخرى، كما يتوقع أن يجتمع أيضا مع ممثلي «السترات الصفراء» الذين عبروا عن مطالب عديدة مثل استقالة الرئيس ماكرون من منصبه وتجميد كل الإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها في جانفي 2019 كرفع سعر المحروقات وفرض ضرائب جديدة على الفرنسيين.
قدم قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان الفرنسي سلسلة من الاقتراحات لإيجاد حل للأزمة، حيث دعا زعيم الجمهوريين لوران فوكييه (اليمين) مجددا إلى استفتاء حول السياسة البيئية والضريبية لإيمانويل ماكرون.
طلبت ماري لوبان (اليمين المتطرف) أن يلتقي ماكرون مع زعماء الأحزاب السياسية المعارضة. كما طالبت بحل الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات جديدة. في معسكر اليسار، طلب زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور تشكيل لجان حول القدرة الشرائية.
أما جان لوك ميلانشون، زعيم حركة «فرنسا الأبية» الذي رفض المشاركة في هذه المشاورات، فدعا إلى إعادة فرض الضريبة على الثروة، مشيدا بـ»تمرد المواطنين الذي يثير الخوف لدى ماكرون والأثرياء».
المشكل الذي تواجهه الحكومة هو كون حركة «السترات الصفراء»، حركة غير موحدة وتنظيمها ليس عموديا مثل الأحزاب السياسية والجمعيات التقليدية بل هي حركة أفقية يصعب بالتالي إيجاد ممثلين لها.
استمرار الدعم
رغم العنف الذي شاب مظاهرة، السبت، بجادة الشانزيليزيه، وأدى إلى إصابة واعتقال العشرات مازالت الغالبية الواسعة من الفرنسيين، تدعم تظاهرات «السترات الصفراء»، وكشف استطلاع للرأي قام به معهد «هاريس أنثر أكتيف» أن «72٪ من الفرنسيين يدعمون «السترات الصفراء» و90٪ منهم يعتقدون أن الحكومة لم تكن في مستوى الأحداث».
خسائر بمليون أورو
أعلن رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية فيليب بيلافال، أن كلفة الأضرار الجسيمة التي لحقت بقوس النصر خلال أعمال العنف التي رافقت احتجاجات «السترات الصفراء» في العاصمة الفرنسية، السبت، قد تصل إلى مليون أورو. قال بيلافال لصحيفة لوفيغارو»، أقدر كلفة الأضرار بمئات آلاف الأوروهات، بل حتى بمليون أورو»، وأضاف أنّ النصب «سيظلّ مغلقاً أمام الجمهور لعدة أيام»، وصرح المتحدث: « إنّ موعد إعادة فتح النصب التذكاري أمام العامة لم يعرف بعد».
قال متحدث باسم شركة توتال إن المحتجين قطعوا الطرق المؤدية إلى 11 مستودعا للوقود تملكها الشركة، أمس، وإن البنزين غير متوفر في 75 من محطات الوقود التابعة لها.