طباعة هذه الصفحة

د.مصباح مناس أستاذ العلاقات الدولية لـ”الشعب”:

الجزائر والسعودية دولتان لهما وزنهما في المنطقة العربية

حاوره: حمزة محصول

قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3، الدكتور مصباح مناس، إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الجزائر، لها أهمية بالغة للبلدين ولدول المنطقة العربية ككل، متوقعا أن تتوّج بتصور مشترك لمعالجة أبرز القضايا العسيرة، بالاستناد على الرؤية الجزائرية التي أثبت أنها الأنسب.
- ”الشعب”: كيف تقرأ زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الجزائر، في ظل الظروف الإقليمية والعربية الراهنة؟
 د.مصباح مناس: الزيارة تأتي، في ظرف يمكن وصفه “بالخاص”، سواء بالنسبة للسعودية أوالمنطقة العربية ككل، بالنظر للأزمات الأمنية العميقة في عديد الدول كاليمن، سوريا، ليبيا وبدرجة أقل العراق، والصعوبات البادية في طريقة إدارتها.
وعليه فإن الزيارة مهمة جدا، وأتوقع أن تتوج باتفاقيات اقتصادية جديدة، وتصور متناسق بين الجانبين لمعالجة القضايا الإقليمية والانشقاقات الواقعة في العالم العربي، كما ستسلط الضوء على أهم قضية عربية هي “القضية الفلسطينية”.
- بالنظر إلى وزن الدولتين العربي، هل يمكن القول أن نتائج الزيارة سيكون لها بعد يتعدى الجانب الثنائي؟
 لا جدال في أن السعودية، دولة كبرى وهي قلب منطقة الخليج العربي، ولا جدال أيضا أن الجزائر دولة كبرى وهي قلب منطقة الغرب بالعربي وبالتالي فإننا أمام دولتين وازنتين في النظام الإقليمي العربي، في ظل التشتت والتشرذم الذي أصاب مختلف الدول الأخرى منذ أحداث 2011.
وكل ما تتفق عليه الجزائر والسعودية، من مواقف أوقرارات في إطار علاقات الأخوة بينهما تصب في خدمة مصالح شعبي البلدين ومصالح الشعوب العربية الأخرى.
- هناك أزمات أمنية واقتصادية تدخل صلب الاهتمام المشترك للبلدين، كيف بناء تصور منسجم بينهما لإيجاد مخرج لها؟
 في هذه النقطة، سنجد أنفسنا، أمام التجربة الجزائرية الشهيرة في مكافحة الإرهاب والتي تحظى بتثمين وإشادة دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية والتي تطلب باستمرار التعاون مع الجزائر أمنيا.
والجزائر معروفة بأنها منفتحة ومستعدة دائما لتقاسم تجربها مع كل الدول، وبالتالي فهي لن تدخر جهدا لتقديم ما لديها للملكة العربية السعودية من خبرة أمنية لأن الأمر يتعلق بدولة شقيقة.
الأمر الثاني، هناك الثوابت الراسخة في السياسة الخارجية الجزائرية، خاصة ما يتعلق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتغليب الحوار والحلول السياسية للأزمات.
فلونأخذ مثلا الأزمة اليمنية أوالسورية، نجد أن الجزائر نادت منذ البداية بتغليب الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات بين الأطراف المعنية، وبعد سنوات من الحرب وسقوط آلاف القتلى وظهور أزمات إنسانية كبرى، بدأت بوادر الحل السلمي تتأسس في اليمن بضغط من المجتمع الدولي، فلوأخذ بالرؤية الجزائرية منذ البداية لما حصلت كل هذه الأخطاء الخطيرة.
وعليه، أرى أن الجزائر في موقع مثالي لتقديم المشورة للمملكة العربية السعودية في هذه الملفات، لأن المرحلة تستدعي التحلي بكثير من الحكمة والرصانة، ولا أستبعد أن تلعب الجزائر دورا مهما في صناعة مستقبل الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية.