يعاني هذه الأيام سكان بلدية بن قشة، التي تبعد بنحو150 كلم شمال شرقي مدينة الوادي، من أزمة عطش حادة خلفت معاناة كبيرة للسّاكنة واستيائهم الشديد من تأخر حل وضعية صوم حنفياتهم عن المياه الصالحة للشرب.
قال سكان الحي أن عطبا أصاب البئر الارتوازي الوحيد على مستوى البلدية منذ عشرة أيام تسبب في الوضعية المذكورة، حيث فشلت مساعي إصلاحه من طرف المقاولة المكلفة بالعملية، دون وضوح إمكانية إصلاح البئر على المدى القريب من عدمه ، لتخلف وضعية العطش حالة من الغضب في الأوساط المحلية، نظرا للحاجة الملحة والضرورية للمياه لمختلف الاستعمالات والحاجيات اليومية للمواطنين.
وقد سخرت مصالح البلدية صهاريج لنقل المياه للأحياء والمنازل مؤقتا، لكن تبقى غير كافية حسب السكان الذين أكدوا أن التموين المؤقت لا يلبي حاجياتهم نظرا لمحدوديته وتوزيعه الفجائي غير المعلن، أين يكون أغلب سكان البلدية في أشغالهم الخاصة ومزارعهم ومراعيهم أثناء تجوال شاحنة البلدية الخاصة بتزويد العائلات بالمياه الصالحة للشروب.
تعقّد الوضعية سببه تواجد بئر ارتوازية وحيدة في بلدية بأكملها، حسبما ما أورد متابعون، الذين أكدوا أنه لوكان بالبلدية بئر أخرى احتياطية لكان المشكل محدودا تنهيه عملية ربط شبكي قصيرة بين المحاور الرئيسية للإمداد بالمياه الصالحة للشرب.
كما أن موقع البلدية البعيد عن باقي الجماعات المحلية والقرى سيزيد حتما من تعقيد الوضعية وسيحرمها من الإمداد بالمياه الصالحة للشرب بشكل متواصل ودائم في هذه الفترة التي تشهد عطبا للبئر الارتوازية، فاقرب قرية للبلدية هي قرية الشارع التي تبعد عن بن قشة بـ10 كلم، ثم تليها قرية الدويلات بـ 28كلم. كما أن بلدية بن قشة تبعد عن عاصمة الدائرة الطالب العربي بأزيد من 60 كلم.
ويلجأ عدد من السكان في ظل هذا الوضع البائس إلى استعمال مياه الآبار الجوفية بما تحمله من سلبيات وأضرار صحية لمختلف الاستعمالات المنزلية والحاجيات، وآخرون يتكبدون عناء شراء المياه العذبة التي تبيعها الشاحنات المخصصة لذلك. إذ يتخوف الساكنة من طول الأزمة وتأخر السلطات المحلية في حل هذا المشكل العويص المتعلق بضرورة من ضروريات العيش والحياة.