طباعة هذه الصفحة

مساهمة

مسرح الطفل في الجزائر إلى أين؟

بقلم الشاعر نور الدين مبخوتي

مسرح الطفل في الجزائر في أزمة وكل المؤشرات تؤكد هذه الحقيقة رغم مرارتها بدليل تراجع المكتسبات المحققة في سبعينيات واثمانينيات القرن الماضي. هذا الوضع التراجيدي مستفز وحارق ويفترض مقاربة سوسيولوجية تستحضر بكل شفافية راهن هذا  المسرح وتسائل الكائن فيه مساءلة موضوعية للوصول إلى الممكن البهي المشرق. طبعا فإن هذه الورقة البحثية المقتضبة ستنطلق من فرضيات وإشكالات كأرضية لوضع تصور يتيح لنا فرصة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. من هذه الإشكالات  الصادمة: لماذا انحسر مسرح الطفل وضاق مجاله شأنه في ذلك شأن الصحافة المدرسية؟ أين العطب؟
كيف نتصرف في ظل هذا الشحوب المسرحي؟ من الحقائق المرة أن طفل اليوم بحكم هذا التدفق التكنولوجي الرهيب أصبح  سجين هذه الهواتف الذكية التي باتت مصدره الوحيد في تشكيل وعيه وثقافته، وبالتالي فهو يتغذى منها يوميا وبشكل آلي من خلال الكثير من المظاهر السلبية تجلت في سلوكاته الحياتية كالعزوف عن القراءة والعنف ووو. هذه المحصلة طبيعية ومنطقية في ظل تقاعس المحيط بكل مؤسساته في التنشئة السوية. كل شيء ضد المسرح بدءا من المنظومة التربوية التي لا تخصص للثقافة المسرحية حيزا معتبرا في البرامج فمن خلال استقراء أولى لم نعثر على أشياء كثيرة باستثناء نص شعري عن المسرح في كتاب السنة الثالثة   وآخر عن مسرح الأراجوز في السنة الخامسة ابتدائي بل إن الفضول قد دفعنا للاطلاع على بعض المجلات المحكمة التي تصدرها المخابر الجامعية في الجزائر  فوجدنا أن حظ الدراسات المشتغلة على مسرح الطفل ضئيل. وغير بعيد عن ذلك فإن المعلم الركن الأساسي باعتباره هو المشرف المسرحي، فإن زاده المعرفي من الثفافة المسرحية بسيط ومتواضع جدا، وبالتالي يتعذر عليه صنع الفرجة المسرحية باقتدار. في الحقيقة الخيوط متشابكة ووجوه الأزمة متعدّدة وهناك تدابير كثيرة كفيلة  للخروج منها كبرمجة نصوص مسرحية جزائرية لكتاب خاضوا في تجربة الكتابة للطفل وأخص بالذكر إبداعات د لحسن ثليلاني ود.عزالدين جلاوجي ود.أحمد  لمنور ويوسف بلعوج الفائز بعدة جوائز عربية، بالإضافة إلى المحاورات والمسرحيات الشعرية كتلك التي كتبها أحمد شوقي وسليمان العيسى ومحمد الهراوي وأحمد خليل الوزير. ولا بأس أن تستحضر المناهج سير رواد الحركة في الجزائر أو في الوطن العربي كعلولة وكاكي وتوفيق الحكيم كذلك يتعين مسرحة المناهج والموضوعات المدرسية ورد الاعتبار لمسرح الدمى في المسارح الابتدائية دون أن ننسى تكوين وإعداد المشرف المسرحي وتزويده بالمكونات وآليات العرض المسرحي.