شتاء آخر طويل يحل على قاطني عدد من مواقع الشاليهات المنتشرة ببلديات بومرداس بعد 15 سنة من تنصيب هذه البيوت الجاهزة، أغلبها من الصفيح وبمدة حياة قصيرة قبل أن تتحول إلى بؤر قلق ومصدر لمختلف الأمراض الناجمة عن الرطوبة كالحساسية والربو لدى الأطفال، كما كانت عرضة للأمطار الأخيرة التي تجمعت في ساحتها الخارجية، وأخرى نفذت من السقوف المهترئة إلى درجة أن بعضها تحول إلى مصدر خطر على ساكنيه.
شكلت الأمطار الأخيرة التي عرفتها ولاية بومرداس وما صاحبتها من سيول جارفة وفيضانات غمرت بعض المساكن، وبخاصة مواقع الشاليهات النقطة التي أفاضت كأس القاطنين بهذه القيتوهات التي تنتظر عملية إعادة الإسكان على غرار باقي الأحياء الأخرى التي استفادت من هذه العملية الكبرى، التي انطلقت شهر ديسمبر من سنة 2016 للقضاء على حوالي 15 ألف شالي بصفة جذرية، ومنها أحياء الشاليهات بقورصو التي تحصي لوحدها 1100 شالي تنتظر المعالجة حسب مصادر محلية مقابل 400 وحدة سكنية في صيغة السكن الاجتماعي قيد الانجاز ينتظر أن تعالج نصف المشكل.
هذه الوضعية الكارثية كانت قبل أيام محل احتجاج من قبل قاطني حي قدواري للشالهيات، الذين ناشدوا والي الولاية بالتدخل لوضع حد لحياة الصفيح والمعاناة التي ازدادت سوء مع بداية فصل الأمطار بالنظر إلى تحول الحي إلى مكان تنعدم فيه الحياة، وقبله عاش سكان حي «كاسيو» الجحيم بسبب الفيضانات بعدما غمرت المياه هذه البيوت الجاهزة مع انتشار الأوحال واهتراء المداخل، كما لم تستثني الوضعية قاطنو الشاليهات بباقي البلديات الأخرى منها أحياء بلدية سيدي داود التي تحصي أزيد من 400 شالي يعيشون أيضا نفس الظروف الصعبة، قاطنو الشاليهات لبلدية بني عمران الذين اعتصموا أكثر من مرة أمام مدخل الولاية، قاطنو حي «ليصالين» بدلس، ومناطق أخرى منتشرة ببلديات برج منايل، يسر وغيرها تنتظر الفرج مع مشاريع السكن المنتظرة.