طباعة هذه الصفحة

تغييرات في التشكيلة وطريقة جديدة في تحضير المواعيد

بلماضي وجد الحلول و أعاد«الخضر » إلى السّكة الصحيحة

حامد حمور

أذهل المنتخب الوطني جل المتتبعين و تمكّن من تحقيق نتيجة كبيرة  بفوزه العريض و الكبير على نظيره الطوغولي في مدينة لومي، أي خارج الديار، وهو الأمر الذي لم يحدث لـ « الخضر « منذ تقريبا 3 سنوات .

 ضرب الناخب الوطني بهذه المناسبة عدة عصافير بحجر حيث أعاد الثقة للاعبين من خلال تحضيره الجيد للموعد، و إدخال تشكيلة تضم العديد من العناصر التي لم تكن أساسية، الى جانب الهدف الأساسي و هو التأهل الى نهائيات كأس افريقيا للأمم 2019 دون انتظار مباراة الجولة الأخيرة .
إعطاء الفرصة «لوجوه جديدة»
لقد انتظر الجمهور الرياضي الجزائري طويلا للوصول الى هذه النقطة التي تعيد الأمل و الطموحات للتشكيلة الوطنية، التي عاشت فترات صعبة قبل مجيء بلماضي الذي بدأ يجد الحلول تدريجيا مع مرور التربصات و المقابلات ، مما أكسبه « خبرة قصيرة « جعلته يقوم بتغييرات اعتبرها كل الاختصاصيين على أنها جريئة من خلال إعطاء الفرصة لكل من بلعمري،  شيتة ، بلايلي ...الذين قدموا مباراة محترمة و فتحوا المجال لمنافسة رياضية حقيقية في التشكيلة الوطنية .   لعل العمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني ظهر على الميدان في العزيمة التي لعب بها الفريق الوطني والتوازن الذي وجده جل اللاعبين، الأمر الذي أعطاهم الثقة في امكانياتهم، فبالرغم من أن البعض يرى أن الفريق الطوغولي لم يكن في يومه، الا أن الحقيقة هي أن الاستراتيجية التي اعتمدها بلماضي جعلت الفريق الجزائري أقوى على الميدان .. و بامكانه النظر الى المستقبل بتفاؤل كبير .
الاستعداد لموعد الكاميرون في ظروف مريحة
فالفوز الأخير يعطي نقطة هامة للغاية للطاقم الفني و المتعلقة بالتحضير لنهائيات كأس افريقيا في أريحية و بعيدا عن الضغط حيث أن الفريق الوطني على موعد في مارس القادم مع المباراة التصفوية الأخيرة التي ستمكن بدون أدنى شك بلماضي من وضع بعض اللمسات التي يحتاجها في كأس إفريقيا من الناحية التنظيمية . كما أن المفاتيح التي وجدها الطاقم الفني تجعل الفريق الوطني يسير الى الأمام بخطى ثابتة بحيث أن الاعتماد على وسط ميدان مشكل من لاعبين ذوي امكانيات كبيرة على غرار شيتة، فغولي و بلايلي  الذي أعطى قوة للعب الهجومي الذي تصله كرات كثيرة استغلها بذكاء كبير كل من محرز و بونجاح، هذا الأخير الذي يعتبر من ضمن الأوراق التي عرف بلماضي توظيفها مقارنة بالمدربين الذين سبقوه .. الى جانب المدافع بلعمري الذي عاد الى الواجهة بعد فترة طويلة، لم تعد له الفرصة في إظهار إمكانياته .
وبالتالي، فإن الفوز الكبير للفريق الوطني هو معنوي بالدرجة الأولى لدى اللاعبين و المجموعة ككل حيث أن « خطاب « الناخب الوطني ايجابي الى درجة كبيرة حيث أصبح يكرّر على أن الهدف في كأس افريقيا هو الفوز، و الذي يعني الذهاب الى أبعد نقطة في المنافسة .
الحديث عن الفوز في كل مرة يحفز اللاعبين ..
  هذا الأمر لمسناه و بدأ يرتسم على التشكيلة التي وضعت «الوجه الشاحب» خارج الإطار عندما تكون المقابلات في أدغال افريقيا، و هو الأمر الذي قد يفيد الفريق الوطني كثيرا في موعده القاري القادم بالكاميرون . لكن الأهم من ذلك أن « الدماء الجديدة « التي وضعها بلماضي في التشكيلة سيكون لها دور مهم في المستقبل، و يأتي ذلك من خلال التحضير الجيد و الاستفادة من مقابلات ودية تمكّن « الخضر « من التطور و تحسين الأداء الجماعي تدريجيا، بالاضافة الى تسيير المنافسة التي تجري في فترة معينة بكل الإمكانيات الفنية و البدنية .  من خلال ما رأينا لحد الأن و بصفة خاصة المباراة الأخيرة أمام الطوغو يمكننا القول أن بلماضي يوجد في الطريق الصحيح، و حتى اللاعب الدولي السابق نور الدين قريشي  الذي كان مساعدا للمدرب  هاليلوزيتش على رأس « الخضر « أكد أن الفاف أحسنت الاختيار عند تعيين بلماضي للإشراف على العارضة الفنية للفريق الوطني .. فقد تبين أن المدرب السابق لنادي الدحيل « تعرف « في فترة وجيزة عن العقبات التقنية و المعنوية التي « ساهمت بشكل سلبي « في التعثرات التي كان الفريق الوطني يسجلها لا سيما بعد مباراة البنين ...