يُعتبر الثامن عشر من نوفمبر كل عام، يوما تاريخيا فارقا من أيام «سلطنة عُمان»، لأنه يُشكل انطلاقة جديدة لمسيرة بناء نهضة واسعة النماء ومستمرة العطاء، ورمزاً لوحدة شعبها وقوته. وقد أرسى جلالة السلطان قابوس بن سعيد، منذ توليه مقاليد الحكم أسس ودعائم الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة راسخة لجهود التنمية المستدامة في شتى المجالات
استطاعت عُمان، دولة ومجتمعًا ومواطنًا، الانتقال مما كانت عليه، عام ١٩٧٠ م، إلى آفاق القرن الحادي والعشرين، والإسهام الإيجابي لصالح السلام والأمن والاستقرار لها ولكل دول وشعوب المنطقة من حولها، حيث ترتكز على إنجازات اقتصادية واجتماعية وعلى ازدهار وتطور كبير لمستوى معيشة المواطن العُماني بكل جوانبها ليقوم بدوره الأساسي كشريك وطرف أصيل في صياغة وتوجيه التنمية الوطنية.
على الصعيد التنموي، تسعى عُمان لتوفير كل ما يمكن الاقتصاد العُماني من تحقيق الأهداف المسطرة من حيث النمو وتنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات الحكومية، وتنفيذ المشاريع في القطاعات الرئيسية المعتمدة في الخطة الخمسية التاسعة (2016 - 2020) والبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي (تنفيذ) والاستعداد لاستراتيجية رؤية مستقبلية «عُمان 2040» للانطلاق بالاقتصاد العُماني إلى آفاق أرحب وتحويل السلطنة إلى مركز إقليمي لوجيستي متطور، خاصة مع استكمال مشروعات المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال الفترة القادمة.
وبينما تم افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد يوم 11 نوفمبر 2018 م وافتتاح مطار الدقم للتشغيل التجاري في 17 سبتمبر الماضي، فإنه يتم الإعداد لتدشين عدة مشروعات منها مشروع مصفاة النفط والصناعات البتروكيماوية، ومشروع المدينة الصينية باستثماراته الكبيرة، ومشروع المدينة الذكية التي تم الاتفاق بشأنها مع كوريا الجنوبية في شهر جويلية الماضي.
في حين تواصل الحكومة العمل على خفض الإنفاق العام، وزيادة الموارد والعائدات، وتخفيض نسبة العجز في الميزانية العامة لعام 2019 م، مع زيادة الاستثمارات الأجنبية، وتنشيط قطاع السياحة، فإن الحكومة العمانية تحرص في الوقت ذاته على تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والرعاية الاجتماعية للمواطن العُماني، وبما يتجاوب مع التطور الاقتصادي والاجتماعي المتواصل الذي تشهده السلطنة..
في هذا الإطار، حققت السلطنة مراتب متقدمة في العديد من المؤشرات التي تصدرها مؤسسات دولية حول جوانب مختلفة.. وعلى سبيل المثال لا الحصر تصدرت السلطنة المراتب الأولى في عدد من المؤشرات التنافسية الدولية كمؤشر وقوع الإرهاب، ومؤشر الخلو من الإرهاب، ومؤشر موثوقية خدمات الشرطة، ومؤشر استقلال القضاء، ومؤشر جودة الطرق، ومؤشر كفاءة خدمات الموانئ، ومؤشر البيانات المفتوحة وغيرها وهوما يعكس الجهد الكبير الذي تبذله الحكومة في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وغيرها. ويترافق ذلك مع برامج تنشيط السياحة والاستثمار في المشروعات السياحية في مختلف محافظات السلطنة والعمل على استثمار المقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة في هذا المجال، حيث مع إصدار التأشيرة السياحية الإلكترونية تم تشغيل مطار مسقط الدولي بكامل مرافقه في مارس ٢٠١٨ ليشكل إضافة مهمة لعمليات الترويج السياحي للسلطنة، كما حقق مهرجان مسقط ومهرجان صلالة السياحيين مزيدًا من التطور والقدرة على جذب المزيد من السواح.
من ناحية أخرى، تم تنفيذ التمرين الوطني «الشموخ ٢» والتمرين المشترك العُماني البريطاني «السيف السريع ٣» بين قوات السلطان المسلحة والقوات المسلحة الملكية البريطانية، خلال شهر أكتوبر الماضي، وقد تم تنفيذ البيان العملي للذخيرة الحية للتمرينين في الثالث من نوفمبر الجاري.