كما يظهر من تسميتها، تعنى مؤسّسة «منتدى روّاد القراءة» بالتشجيع على القراءة ولكن بسبل مختلفة، حيث تعتمد على نشر ما يسمى «مهارات القراءة وتقنيات التعلم السريع». طرحت المؤسسة في ظرف وجيز العديد من المشاريع، آخرها «أصدقاء المعرفة» الذي سيتم إطلاقه السبت المقبل، كما قامت المؤسسة على هامش المعرض الدولي للكتاب بتوزيع استبيان «القرائية في الجزائر».
مؤسّسة «منتدى رواد القراءة» هي «منظمة مجتمعية مستقلة غير ربحية تنشط في المجال القرائي»، ترفع شعار «جيل يقرأ، وطن يرقى». كان الإطلاق العملي لمشروع «روّاد القراءة» في 26 نوفمبر 2016 بالمكتبة الوطنية بالحامة، بالتوازي مع الطبعة الثانية من مهرجان رواد القراءة، وهذه المرحلة هي «المرحلة التحضيرية»، أما الانطلاقة «القانونية» للمؤسسة فكانت نهاية أوت 2018، حسبما أكده لنا مدير مؤسسة منتدى روّاد القراءة حبيب الله سالمي، وهو مكوّن متخصّص في «القراءة السّريعة والذكية»، وفي «إعداد الحقائب التّدريبية». وأضاف سالمي بأن ما يميز مؤسسة «منتدى روّاد القراءة» هو اعتمادها على نماذج مختلفة عمّا هو سائد، وقد نجحت هذه المؤسسة، التي يترأّسها شرفيّا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، نجحت في تنظيم أربع تظاهرات كبيرة منذ انطلاق «مرحلة التحضير».
يمكن تلخيص هذه المبادرة في كونها مشروعا ثقافيا تكوينيا يهتم بنشر ثقافة القراءة والمطالعة، يعمل على المساهمة في تحسين مستويات القرائية وتنشئة الأطفال على حبّ القراءة والمطالعة، علاوة على نقل المعارف وإكساب المهارات وتغيير القناعات باستخدام برامج علمية وأساليب عملية تخدم موضوع القراءة.
يهدف إلى تنمية مهارات القراءة وتطوير تقنيات المطالعة باستخدام طرق حديثة وأساليب علمية مجربة، كما يرمي إلى التشجيع على تشكيل نوادي ومجموعات القراءة المتخصصة والنوعية واقعيا وافتراضيا، ويجيب على سؤال «لماذا القراءة؟»، بأنّها هي منهج حياة وأساس في بناء ثقافة المجتمع، وأهم مصادر العلم والمعرفة وتوسّع المدارك والتفكير لمواجهة تحديات الحياة. ويقترح المشروع دورات مركّزة في آليات التعلم السريع، وتنظيم بحوث وملتقيات عامة لتشجيع القراءة، وتنظيم مشاريع ثقافية تشجع المبادرات الثقافية الخاصة بموضوع القراءة.
ولا يتوقف البرنامج عند هذا الحد، بل يشمل أيضا تنظيم مسابقات تطبّق فيها مهارات القراءة وآليات التعلم السريع. وتجمع مختلف النوادي القراء ومحبّي الكتاب في نوادٍ واقعية أومجموعات افتراضية، بهدف تعزيز المهارات وتنمية القدرات وتفعيل الأجواء التنافسية مع بقية النوادي والمجموعات الأخرى.
«أصدقاء المعرفة» هو اسم آخر مشاريع المؤسسة، حيث سيتم إطلاقه ويفتح للجمهور العام السبت المقبل 24 نوفمبر، وهو «مشروع ثقافي تطوّعي»، له أهداف منها نشر ثقافة القراءة والمطالعة، تعميم الاستفادة من «التقنيات العلمية»، رفع مستوى الاهتمام بالقراءة، توفير فضاءات تفاعلية. يتوجّه هذا المشروع إلى كل الفئات العمرية ابتداءً من 16 سنة، ومن من أهم الأنشطة التي يقترحها البرامج التكوينية، الورشات التعليمية، المناظرات، المنافسات والمسابقات، النوادي القرائية، النشاطات التفاعلية، والمشاريع الموسمية.
يشرف على «أصدقاء المعرفة» مؤطّرون يقدّمون البرامج التكوينية والورشات التعليمية لفائدة المنخرطين في النوادي القرائية والجمهور العام. وبعد حضور البرنامج التكويني الأول «تنمية مهارات القراءة الذكية» يمكن لكل شخص الانضمام إلى نوادي القراءة.
وعلى هامش الطبعة الـ 23 من الصالون الدولي للكتاب، قامت المؤسسة توزيع الاستبيان القرائي «القرائية في الجزائر»، الذي يهدف إلى قياس سلوك واتجاه الفرد الجزائري نحو القراءة والمطالعة، من أجل التحليل والدراسة، ثم «المساهمة في تقديم حلول علمية وعملية لحاجات واقعية حقيقية، تظهر من خلال أعمال ونشاطات ومشاريع يتبناها منتدى روّاد القراءة، تساهم في خدمة الأفراد والمؤسسات والمجتمع والوطن». وستعرض نتائج هذه الدراسة للتحكيم من طرف لجنة مختصة تضم أساتذة وأكاديميين متخصصين، يتم نشرها بعد انتهاء هذه اللجنة من عملها.