من بين النوادي النشيطة المشجعة للمقروئية نادي «قسنطينة تقرأ» الذي حقّق في فترة وجيزة العديد من الانجازات أهمها كشف رئيسه مصعب غربي من خلال هذا الحوار، هو تعزيز التواصل مع رواد القراءة والمطالعة افتراضيا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أرض الوقائع من خلال مكتبة الشارع والملتقيات والانشطة الثقافية الجوارية.
«الشعب»: كيف جاءت فكرة إنشاء نادي قسنطينة تقرأ؟
غربي مصعب: في ديسمبر 2016، اجتمع مجموعة من الطلبة على فكرة إنشاء مكتبة الشارع وسط قسنطينة، والتي تعتبر الثانية من نوعها بعد ولاية باتنة.. بعدها قمت بإنشاء صفحة تحت اسم «قسنطينة تقرأ»، تم من خلالها جمع آراء المتتبعين وردات فعلهم حول مكتبة الشارع..
وبعد أن صار للصفحة متابعون تعدّوا العشرة آلاف، رأى أن هناك مجموعة كبيرة ترغب في الإلقاء الواقعي بعيدا عن جدران المواقع.. بعد عدة لقاءات، تشكل فريق قارئ، وأصبح يعلن عن مسابقات وطنية ومحلية، كذلك يستقبل ويهتم بكل ما يدور في الساحة الأدبية خاصة والثقافية عامة من مسرح وموسيقى وغيرهما.
بعد المعرض الدولي للكتاب سيلا 2017 في طبعته الـ22، جاءت فكرة تشكيل النادي بصفة قانونية ليتسنى للفريق ممارسة نشاطاته الثقافية وتطبيق وتجسيد أفكاره على أرض الميدان بطريقة قانونية، وفي سبتمبر 2018، تمّ الحصول على اعتماد تأسيس النادي.
كيف هي علاقة النادي بالمكتبة الرئيسية للمطالعة بقسنطينة؟
بعد أول مبادرة قام بها النادي وهي إنشاء «مكتبة الشارع»، تمّ الإعلان عن مبادرة جمع 5000 كتاب لإنشاء مكتبات أخرى، وردنا اتصال من مديرة المكتبة الرئيسية في أفريل 2017، ليتم تقديم أزيد من 300 كتاب كدعم للمبادرة، ومن هناك أصبحت العلاقة بين فريق نادي «قسنطينة تقرأ» والمكتبة الرئيسية وطيدة جدا.
بعد أن صار للصفحة متابعون من جميع أنحاء الوطن، صار لزاما علينا تقديم الدعم الإشهاري، خاصة وأن المكتبة انتقلت إلى مقرها الجديد بباب القنطرة، فأمسينا نعلن عن فتح التسجيلات وتوجيه القراء والمهتمين وإعلان كل نشاط أو مبادرة تقوم على مستوى مكتبة مصطفى نطور، كما سمحت لما المديرة بإجراء لقاءات هناك للتخطيط والاستعداد لكل مبادرة خاصة بالنادي، الأمر الذي جعل كل الفريق يرتبط ارتباطا وطيدا بالمكتبة فكنا نعلن عن اللقاءات الأدبية والفعاليات القرائية وكل الأنشطة هناك وكان فريق «قسنطينة تقرأ» ومتابعيه من الجمهور الحاضر بقوة دائما للمساهمة في إثراء وإنجاح كل ما يقام على مستوى المكتبة. والمديرة تثني على هذا النادي وتعتبره أسرتها ودائما تطمئنه بأنها مستعدة للدعم دائما.
ما هي مهام النادي؟
يعمل نادي «قسنطينة تقرأ» أساسا ومنذ نشأته بداية 2017 على نشر ثقافة المطالعة بين فئات المجتمع كما يثابر على إبراز وتنمية القدرات الفكرية ومواهب الشباب، بالإضافة إلى تشجيع الكُتاب الشباب ودعم إصداراتهم الأدبية، بالإضافة إلى تقريبهم من القارئ ومن الكتاب الكبار للمساهمة في خلق ذلك الاحتكاك المباشر لتوليد الصلة المتينة بين جميع الكتاب والقراء بمختلف أعمارهم ومستوياتهم..
ويهتم النادي بإنشاء مكتبات مصغرة تحت شعار «خذ كتابا وضع كتاب» وتوزيعها على مختلف الأماكن العمومية عبر التراب الولائي، في الشوارع والمحطات ومواقف الطرامواي والجامعات.. الخ، كما يصر النادي على تبني كل ما يتعلّق بالثقافة من نشاطات ودعمها.
وماذا عن الأنشطة التي يقوم بها في الميدان؟
قمنا بإنشاء مكتبة الشارع الموضوعة أمام قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، إنشاء أول ملتقى للكتاب الشباب الجزائريين بجامعة صالح بوبنيدر 03، إقامة مجموعة من الحملات الميدانية تحت شعار «طفل يقرأ» وذلك بالأسواق التجارية الكبرى مثل «لاكوبول» و»الرتاج مول» الكائن مقرهما بالمدينة الجديدة «علي منجلي»، أقمنا تجمعات شبابية لمناقشة كتاب معين في كل مرة، نظمنا مسابقة وطنية حملت اسم «جسور» شارك فيها أزيد من 120 قارئ من 34 ولاية وتمّ نشر كتاب يحمل اسم المسابقة يتكون من 50 عملا للفائزين الخمسين من 23 ولاية، إلى جانب إقامة مسابقات بسيطة كل شهر مثل «مسابقة أجمل مكتبة منزلية» يُكرم الفائزون الخمسة بعدد معتبر من الكتب ومسابقة «أحسن قراءة في مقطع من كتاب» يتمّ صناعة فيديوهات تحمل أسماءهم ويكرم الفائزون الثلاثة بعدد معتبر من الكتب. ومن بين الأنشطة الأخرى، إقامة حملات لتبادل الكتب على مستوى الحدائق العمومية، إنشاء حصة ثقافية عبر أثير ويب «راديوسارباكان» ويتم خلالها توجيه دعوات إلى عدد من الكتاب ودور النشر وأصحاب مكتبات كل صباح يوم جمعة يتم من خلالها تناول قضايا الكتابة والنشر والمقروئية وكل ما يرتبط بالواقع الثقافي والساحة الأدبية.
وقد شارك النادي في المعرض الدولي للكتاب في طبعتيه الـ 22 و23 بخدمة مجانية وهي توصيل الكتب إلى كل من تكون قسنطينة أقرب إليه من العاصمة وذلك بعد أن يرسل القارئ مبلغ طلبياته لنشتريها له ونوصلها بعد انتهاء المعرض.
بالإضافة إلى المكتبة الرئيسية، هل هناك تفاعلات للنادي مع المؤسسات الثقافية الأخرى؟
يقوم النادي بالإشهار والإعلان عبر صفحته على الفايسبوك عن كل المبادرات التي ينظمها كل من المسرح الجهوي، المكتبة الرئيسية، قصر الثقافة، اللقاءات والفعاليات الثقافية في الجامعات والمكتبات وبقية الأندية. كما نظم جلسات للبيع بالتوقيع لمجموعة معتبرة من الكتاب والكاتبات سواء بقصر الثقافة أو المكتبات الخاصة أو الجامعات.
كيف تمّ الترويج لفكرة النادي وهل تلقت الصدى المنتظر؟
قمنا بالترويج لفكرة إنشاء النادي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والحمد لله فقد باركها الجميع والقارئ القسنطيني يسأل عن كتابه في صفحتنا ونحن نوجهه إلى مكان توفره.. كما تأتينا طلبات حول إنشاء المعارض سواء من طرفنا أو من طرف مديرية الثقافة أو المكتبة المركزية وغيرهما، نستقبل الكثير من الأسئلة والتساؤلات ونجيب عن معظمها لتسهيل كل شيء على القراء ورواد الثقافة..
كيف يمكن تشجيع هذه المبادرة وتعميمها إلى مختلف الولايات والدوائر؟
الالتفاف حول أعضائه ودعمهم وتوفير المحيط المناسب لممارسة نشاطاتهم، كما أن التغطيات الصحفية والإعلامية تساهم في تحفيزه وتدفعه للمضي قدما، دون أن ننسى العنصر الداعم الأساسي وهو العنصر المادي الذي لم نحصل عليه منذ البداية وكوننا طلبة جامعيين، فإن التأخر في تجسيد المبادرات وربما فشل العديد منها يعود إلى الحالة المادية للشباب الواقف على هذا النادي أو هذه الجمعية.
كيف هي علاقة نادي»قسنطينة تقرأ»مع الأندية الأخرى، وهل هناك فكرة إنشاء شبكة للتواصل وتنظيم نشطات مشتركة؟
قد قام النادي بدعم مجموعة من الأندية في الولايات الأخرى بالكتب التي تمّ جمعها من القراء في ولاية قسنطينة، ساعدنا على تشكيل نوادي أخرى في ولايات مجاورة وأخرى بعيدة جدا، وتم ذلك عبر التواصل عن طريق الفيسبوك أو الهواتف وسنعمل قريبا على تشكيل نوادي فرعية تتكفل بالبلديات الاثني عشر المكونة لولاية قسنطينة.