ارتفعت أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء بأسواق ولاية سيدي بلعباس هذه الأيام إلى مستويات قياسية، أربكت المواطن ودفعت به للتساؤل عن أسباب هذا الغلاء، والمطالبة بتدخل الجهات المعنية لوضع حد للمشكل، وفرض رقابة حقيقية على الأسواق.
تضاعفت أسعار بعض المنتجات الفلاحية إلى الضعف أو أكثر، حيث فاق سعر الطماطم 180 دج للكلغ فيما وصل سعر البطاطا 80 دج للكلغ، البصل 60 دج، الجزر 70 دج، والفاصولياء 160 دج أما الخس 120دج للكلغ دون الحديث عن بقية الخضر التي أصابتها حمى الغلاء كالفلفل الاحمر بـ 400 دج والكوسة بـ 250 دج، وكذلك الفواكه التي عرفت هي الاخرى ارتفاعا فاحشا، حيث تجاوز سعر الموز 450 دج والتفاح المحلي 450 دج للكلغ، فيما فاق سعر الدجاج 400 دج. وككل مرة يرجع التجار سبب الغلاء للفلاحين الذين أرجعوه بدورهم إلى قلة المنتوج في هذا الفصل، وامتناع الكثير منهم عن جني المحصول بسبب سوء الأحوال الجوية وقلة اليد العاملة.
هذا وأرجع مختصون سبب الارتفاع إلى المضاربة التي يقوم بها الوكلاء وأصحاب غرف التبريد، إلى جانب النقص المسجل في أسواق الجملة بسيدي بلعباس ممّا يحتّم على التجار التنقل إلى الولايات المجاورة من أجل جلب المنتجات الفلاحية من خضر وفواكه، وهو ما يدفع التاجر إلى زيادة السعر بإدخال كل المصاريف التي تكبّدها من أجل نقل المنتوج.
ومن جهتها كانت مديرية التجارة قد أكدت عدم وجود مضاربة واحتكار داخل غرف التبريد، حيث أن المشكل يعود أساسا لنقص أسواق الجملة بالولاية، الأمر الذي تطلب التفكير في إنجاز سوق جديدة، وهو المشروع الذي يتم إنجازه حاليا بمحاذاة الجهة الغربية من مدينة سيدي بلعباس، وبالضبط بالقرب من قرية بلولادي على مساحة إجمالية تقدر بـ 4 آلاف هكتار، وتبلغ نسبة أشغاله 35 بالمائة، وسيضم عدة طوابق وأجنحة ستخصص 4 منها للخضر والفواكه وجناح للأسماك، و300 مربع تجاري مخصص للمتعاملين الاقتصاديين، فضلا عن مرافق خدماتية على غرار مطعم ومقهى، كما سيتم إقتراح إنجاز مذبح على مستواه لتعويض المذبح البلدي الذي يعاني من الضغط ناهيك عن وقوعه وسط النسيج العمراني.
المشروع هذا والذي يعد الاستثمار الأول من نوعه بالولاية، سيكون بمثابة قطب تجاري ومحوري هام، حيث سيسمح بخلق ديناميكية تجارية بالمنطقة، كما سيرفع الغبن عن الولاية من حيث التموين بالخضر والفواكه.