تتواجد المسالك الفلاحية لغالبية قرى بلدية تامريجت، التي تم فتحها منذ سنوات في حالة تدهور متقدمة، فغياب صيانة البعض منها والتخلي التام عن البعض الآخر، أدى إلى التهام الغابات لأغلب الممرّات التي خُصصت للفلاحة الجبلية، وكأن الطبيعة قرّرت استرجاع ما أُخذ منها.
أكد خالميو يشتغل فلاح بتامريجت، لـ»الشعب»، «يخشى الفلاحون وخاصة مربو الأبقار والأغنام، الأضرار التي قد يشهدونها في فصل الشتاء، فالأيام الممطرة على الأبواب ومن المتوقّع رؤية مصالح البلدية تشرع في أشغال على هذه الطرقات، وفضلا عن هذا، يخشى مجمل الفلاحين رؤية أشغالهم متوفقة لفترات طويلة، حيث يتسبّب الوحل الذي تجرفه مياه الأمطار في انسداد هذه المسالك، التي تخترق الغابة لتصل إلى أكثر أركانها عزلة.
وفيما يخص الجسور المنجزة، فهي في حاجة إلى أشغال الصيانة لتفادي انسدادها كلها، وبالتالي السماح لمياه الوديان بغمرها، وفي الوقت الراهن، وبعد مرور عشرات السنين، تبدو الطرقات وكأنها وديان، ووحدها بعض المسالك التي قام الفلاحون أنفسهم بصيانتها لا تزال تقاوم».
تجدر الإشارة إلى أن افتتاح هذه الطرقات في نهاية الثمانينات والتسعينات، بحسب إحدى القاطنات بتامريجت، قد منح نفسا جديدا للنشاط الفلاحي المحلي في المنطقة وسمح بتعزيزه، ولكن السنين قد مضت، وبدأ العليق الشجيري والوحل المتراكم يستحوذ على هذه المسالك، التي تعرف جسورها وقنوات المياه الخاصة بها حالة تدهور متقدمة، وقد كافح الفلاحون لمدة سنوات من أجل الإبقاء على هذه المسالك في حالة جيدة، ولكن نقص الوسائل والإمكانيات قد دفع بالبعض إلى الاستسلام والتخلي عن مساعيهم.
مع الإشارة إلى أن الآونة الأخيرة، قد عرفت تنامي مخاوف السكان من هذا الوضع، خاصة مع تزامن موسم جني الزيتون أين يمكن للأشغال أن تتوقف في أية لحظة ولأسابيع عديدة، ما من شأنه تأخيرها والتسبب في تدهور المحاصيل، وهو ما سيدفع بالعديد من المواطنين إلى التخلي عن منتوجهم، خاصة أن حالة المسالك لا تشجع على بذل مجهود للذهاب وجني الزيتون، المتواجد على مسافات بعيدة في الغابة، ومن المؤسف القول إن الفلاحين هم من سيتحمّلون عواقب هذا الوضع.
هذا، وقد أكد مصدر مسؤول، أن الولاية استفادت من برنامج جديد يتعلق بفتح المزيد من المسالك الفلاحية، حيث خصّص غلاف مالي قدر بـ 15 مليار سنتيم على مسافة 100كلم، تمس 31 منطقة فلاحية على مستوى 21 بلدية. وكانت الانطلاقة، أول أمس، الخميس ببلدية سيدي عياد، وستشمل المناطق الأخرى في الأيام القادمة، وهي المبادرة التي ستسمح بحلّ الصعوبات الكبيرة التي يعاني منها الفلاحون، والتي أعاقت مهمة تحسين منتوجهم في مختلف المحاصيل السنوية، على غرار فاكهتي التين والزيتون، اللتين تُعتبران من بين خصوصيات البلديات الريفية بولاية بجاية وضمان منتوج أحسن، مع الإشارة إلى أنه تمّ خلال السنة الفارطة، إنجاز مشروع يزيد عن 160كلم من المسالك الفلاحية، بقيمة مالية بلغت 19 مليار سنيتم بهدف سدّ العجز ومساعدة الفلاحين على الإستقرار.