انطلقت أشغال الندوة الأوروبية للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي (أوكوكو 2018) بالعاصمة الاسبانية مدريد، أمس، بديناميكية جديدة، وتحت شعار «من أجل استقلال الصحراء الغربية، مسؤولية إسبانيا وأوروبا في التسوية».
أوضح ممثل ومنسق جبهة البوليساريو بإسبانيا، بوشرايا عابدين، قائلا: «نباشر أشغال الدورة 43 لأوكوكو بعناصر تصّب في صالحنا خاصة بعد القرار الأخير للأمم المتحدة الذي بعث حركية جديدة في الملف الصحراوي من خلال تجديد عهدة المينورسو بستة (06) أشهر عوض 12 شهرا وكذا قرار محكمة العدل الاوروبية التي أقرت في ديسمبر 2016 أنه لا يمكن تطبيق أي اتفاق تجارة أو شراكة بين المغرب والاتحاد الاوروبي على الصحراء الغربية دون الموافقة الصريحة للشعب الصحراوي».
أكد بوشرايا في تصريح لوأج أن «هذا القرار دليل إضافي على أن الصحراء الغربية إقليم قائم بذاته ومتميز ومنفصل عن المغرب». وتعد هذه الندوة التي تدوم يومين وتنظم منذ 1976 دون انقطاع في العديد من المدن الأوروبية (مدريد، روما، بروكسل، فالنسيا، باريس) أهم تظاهرة دولية لدعم الشعب الصحراوي حيث يقدم مئات المناضلين دعمهم كل سنة للقضية الصحراوية ولحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
كما تتصادف هذه الطبعة مع الذكرى 43 للتوقيع على إعلان مدريد (14 نوفمبر 1975) الذي فتح المجال أمام غزو المغرب للأراضي الصحراوية.
مشاركة 375 مفوّض
تشهد الطبعة 43 لأوكوكو، بحسب ممثل جبهة البوليساريو بمدريد «مشاركة أكثر من 375 مفوض وممثلي حكومات قادمين من القارات الخمس بالإضافة إلى سفراء الدول التي تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ونواب برلمانيين ومنتخبين أوروبيين ووطنيين ومنظمات وطنية ودولية». بحسب برنامج الندوة خصص اليوم الأول لتدخلات المشاركين وممثلي مختلف الوفود والمؤسسات وبلدية مدريد كضيفة شرف الندوة.
قيم المتدخلون الوضع السياسي والإنساني في الصحراء الغربية لمواصلة العمل فيما بعد على شكل مجموعات و ورشات عمل لمناقشة مختلف المواضيع.
سيتم في اليوم الثاني تنظيم تظاهرة «من أجل تصفية الاستعمار واستقلال الصحراء الغربية» إلى جانب عقد جلسة علنية ستجمع كل ممثلي القوى السياسية والاجتماعية و المؤسساتية بمدريد.
ستتوج الأشغال بالمصادقة على عدة مقترحات و تقديم توصيات مختلف مجموعات العمل و كذا المصادقة على اللائحة النهائية لندوة أوكوكو 2018.
سياق خاص
تأتي الندوة 43 تحسبا لإجراء المفاوضات الأولى بين جبهة البوليساريو والمغرب يومي 4 و 5 ديسمبر القادم، بجنيف، بمبادرة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية هورست كوهلر. ويهدف اللقاء إلى بعث مسار السلام في الصحراء الغربية الذي يوجد في مرحلة الانسداد منذ 2012. شكلت الندوة السابقة التي عقدت سنة 2017 بمدينة فيتري سور سان مناسبة للمشاركين لاستوقاف فرنسا حول موقفها والتأكيد على الالتزام الثابت بتطبيق حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي الاستقلال.