طباعة هذه الصفحة

ملتقى الأمير عبد القادر والقديس سانت أوغستين بعنابة

شخصيتـان تشبعتـا بالقيـم الإنسانيــــــة

عنابة: هدى بوعطيح

قيم راسخة للتعايش وحوار الحضارات

أشرف خبراء من الجزائر وإيطاليا على إبراز الجوانب الإنسانية والعالمية لكل من الأمير عبد القادر والقديس سانت أوغسطين، فضلا عن فكر وفلسفة وثقافة الشخصيتين، واللذين كانا محور الملتقى الدولي «الأمير عبد القادر والقديس أوغسطين من الإنسانية إلى العالمية»، وذلك بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، تحت إشراف والي عنابة توفيق مزهود وسفير ايطاليا بالجزائر..
اتفق المشاركون على البعد الإنساني والعالمي لهاتين الشخصيتين، اللذين قدما إضافات في الفكر الديني والفلسفي والتاريخي، كما أنهما يحظيان إلى غاية اليوم بتقدير عالمي، ويكتشفان باستمرار كعلمين من أعلام الإنسانية، حيث كانا يدعوان إلى التسامح واحترام الآخر.
وافتتح والي عنابة توفيق مزهود التظاهرة الثقافية والتي اعتبرها فرصة لاسترجاع الماضي المجيد، على اعتبار أنها تتناول شخصيتين عظيمتين من تاريخ الجزائر القديم والحديث، والذي من شأنه تثمين الموروث الحضاري الغني بالقيم الإنسانية، مشيرا إلى أن الملتقى سيبقى راسخا في ذاكرة بونة والتي كانت مركزا مضيئا لتقاطع الحضارات ومروا عليها كبار الشخصيات.
كما أكد مزهود على الدور الكبير الذي لعبه الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية، حيث كان عالما ومتصوفا مشبعا بالقيم الإنسانية، وما يعرف عنه أنه انقد ألاف المسيحيين من مذبحة دمشق لإيمانه الراسخ بأهمية العيش في سلام، كما أثنى في سياق حديثه على شخصية القديس أوغسطين الذي أبان عن اهتمامه بالطبقة المستضعفة، كما تمكن من التأثير بفكره الديني والفلسفي، مشيرا إلى أن هذين العالمين تركا أعمالا ثمينة يقتدى بها.
من جهته الدكتور محمد طيبي أكد أن الأمير عبد القادر كان أحد العلماء الجزائريين الذي تمكن من كسب النخبة المسيحية، وكان من بين الشخصيات الذي استمد الحب والاحترام من القيم الإنسانية، وأضاف بأنه حارب ضد إمبراطورية المستعمر الفرنسي حيث كان مقاوما، ومن بين الذين يؤثرون على خصومهم، كما أنه أحد الرجال المفصليين الذين يبنون الأمم، مؤكدا بأنه كان رجلا متفتحا على مختلف الأفكار.
وتحدثت الأمينة العامة لمؤسسة الأمير عبد القادر زهور بوطالب عن جوانب من حياة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، والتي ارتأت بدورها العودة إلى سنة 1860 وما عرفته دمشق من أحداث طائفية، ساهم خلالها الأمير عبد القادر في انقاد حياة 1500 مسيحي، تكريسا لمبدأ العيش في سلام، وهوما جعل العالم يعترف به كرجل للإنسانية دون منازع؟
كما توالت المداخلات لدكاترة آخرين فتحوا المجال لاكتشاف هذين العالمين والدور الذي لعباه في تجسيد القيم الإنسانية والتحاور مع الأخر، وتركهما لأعمال وصلت إلى العالمية، مع العلم أن الملتقى جاء بمبادرة من سفارة إيطاليا بالجزائر والمعهد الثقافي الإيطالي بالتعاون مع وزارة الثقافة.