لم يتردد في بعثه لرسائل غير مشفرة للشباب يحثهم على اليقظة والصمود في وجه من يسعى بكل ما أوتي من قوة لضرب الجزائر واستقرارها .جدد هذه العبارة أكثر من مرة إلى درجة أدمعت عينيه وهو يرافع من اعلي منبر ل«منتدى الشعب” عشية الاحتفالات بثورة نوفمبر المجيدة قائلا “ان رسالة الشهيد لا بد ان تحترم وتصان ويدافع عنها في كل الظروف لانها لا تتوقف عند نيل الاستقلال بل تتعداه إلى بناء الجزائر المستقلة المهابة مثلما كانت أيام زمان سيدة المتوسط.”
انه الراحل المجاهد مولود مني الأمين ألولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين للعاصمة الذي غادرنا بعد صراع مرير مع المرض. رحل مولود بهذه العجالة وهو يقاوم المرض ولم يستلم للآهات للأوجاع معتبرا تادية المسؤولية واجبا وطنيا متحليا بصفات الشهداء والثوار الذي كانوا لا يناقشون ولا يرفضون عند توزيع المهام عليهم.
واعاد مولود تكرار هذه المقولة من منتدى الشعب عشية ذكرى الثورة التحريرية عند قال له احد الرفقاء انه لا بد ان يتولى منصب الأمين ألولائي للمنظمة بالعاصمة بعد رحيل رفقاء الدرب منهم المرحوم عبد المالك محيوس الذي تأثر لفقدانه وكذا خير الدين المعروف باسم الرائد اورمضان.
غادرنا مولود تاركا لنا ذكريات لا تنسى وقيما تحلى بها اعطته المكانة المرموقة وسط كل من عرفوه.أتذكر كيف كان مجيبا في كل مناسبة وهو عضو في جمعية 11 ديسمبر 60 التاريخية لدعوته لتنشيط ندوة او اجراء حوار صحفي معه او إعطاء شهادات حية عن انتفاضة بلكور التي دوت منهاتن وعجلت بإدراج القضية الجزائرية في الأمم المتحدة والاعتراف بعدالتها. نتذكر كيف كان الراحل مولود متحمسا لتنظيم الاحتفالية بذكرى 11 ديسمبر مع جريدة الشعب التي تتقاسم مع الجمعية التي تحمل نفس التسمية هذا التاريخ باعتبارها تاسست في هذا الظرف وحملت تسمية “الشعب” انتسابا لمظاهرات التي فجرها الشعب الجزائري في أحياء العاصمة وامتدت شرارتها الى مدن اخرى.
رحل عنا مولود بهذه العجالة وكم كانت حاجتنا اليه كبيرة للاستمتاع بافكاره واحادثه عن مسار التحرر الوطني الذي ظل دوما يقول مجيبا على كل سائل عن مساهمته فيه “اننا لم نؤد غير واجبنا. وان الجزائر التي حررها رجال صناديد لا بد ان يتولى شباب اليوم للدفاع عنها ومواصلة المسيرة في محيط اقليمي ودولي مليء بالألغام والأزمات.
في سطور
- من مواليد 16 مايو 1941 بأمدوكال ولاية باتنة من كبار معطوبي حرب التحرير.
- كان الفقيد قد التحق بصفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني عام 1958 ليكتشف أمره في أبريل من نفس السنة.
- سجن من قبل المستعمر الفرنسي إلى غاية شهر يونيو .
- واصل بعدها نضاله ضد المحتل الغاشم إلى غاية افتكاك الجزائر لحريتها.
- غداة الاستقلال, كان المرحوم عضوا بجمعية 11 ديسمبر 1960
- عين أمينا ولائيا للمنظمة الوطنية للمجاهدين لولاية الجزائر حيث بقي “مخلصا لرسالة الشهداء إلى أن وافاه الأجل”.