تراجعت أسعار النفط بشكل محسوس بفعل ارتفاع الإمدادات وتجدد العديد من المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي قد يضغط على الأسعار بشكل سلبي وسط موجة من الترقب وسط المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
حيث بلغت العقود الآجلة لخام برنت 70.41 دولارا للبرميل، مسجلة انخفاضا لا يقل عن 24 سنتا مقارنة بسعر الإغلاق السابق، علما أن خام برنت تقلص بنحو 3 بالمائة خلال الأسبوع الماضي ويواصل منحاه التنازلي للأسبوع الخامس، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى حدود 60.41 دولارا للبرميل وشهدت انخفاضا ناهز 26 سنتا، حيث واصل خام غرب تكساس الوسيط انخفاضه للأسبوع الخامس، بعد تراجعه بـ 4 بالمائة منذ بداية الأسبوع الفارط.
يعقد اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، اليوم الأحد، بأبو ظبي الاماراتية، في أول لقاء لهم بعد اجتماع الجزائر الذي انعقد نهاية شهر سبتمبر الماضي، لكن وسط منحى تنازلي لأسعار النفط التي تراجعت في ظرف أسابيع قليلة من سقف 85 دولارا التي بلغتها ، خلال الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر، لتخسر نحو 15 دولارا في ظرف لا يتعدى شهرا واحدا فقط، في وقت دخلت العقوبات الأمريكية على إيران حيز السريان، وبالموازاة مع ذلك بلغ إنتاج الولايات المتحدة أعلى مستوى له على الإطلاق، لكن كل ذلك لم يمنع استمرار تلقي النفط الدعم من دون انقطاع، على خلفية استمرار الصين في طلبه القياسي للذهب الأسود. والجدير بالإشارة فإن متعاملين أرجعوا تذبذب سوق النفط إلى الزيادات في المخزونات الأمريكية وكذا ارتفاع إنتاج منظمة أوبك.
يتوقع أن يعرف إنتاج النفط في عام 2019 نموا محسوسا بفضل انتعاش في إنتاج كل من العراق والإمارات وأندونيسيا، لذا يوجد تخوف لدى المستثمرين من اتساع المعروض النفطي وعودة الفائض عبر الأسواق بوتيرة سريعة تؤثر على الأسعار في الوقت الذي تركز فيه السوق على إنتاج الخام الأمريكي الذي سجل مستوى قياسيا. يذكر أن إدارة معلومات الطاقة تتوقع أن يتجاوز الإنتاج سقف 12 مليون برميل يوميا بحلول منتصف 2019 بفعل ارتفاع إنتاج النفط الصخري وتوقع ارتفاع إنتاج العديد من الدول خاصة ذات الانتهاج الكبير.