أكد الأساتذة والمختصون المشاركون في الورشة الدولية «نحو تجسيد مبادرة الشراكة نيباد من أجل التنمية في إفريقيا لاستقرار دول الساحل» على دور الجزائر الكبير في مسعى هذه الآلية من حيث الأداء والمتابعة خاصة في منطقة الساحل الإفريقي ، وهذا بحضور بعض ممثلي السلك الدبلوماسي بالجزائر (النيجر ، مالي ، نيجيريا) ، إلى جانب مشاركة أساتذة مختصين من الدول الساحل .
خلصت أشغال الورشة التي جرت فعالياتها نهاية الأسبوع المنصرم ، بالمركز الجامعي حاج موسى أق أخاموخ بعاصمة الأهقار ، على أهمية تدعيم آليات وسبل التعاون البيني والعمل على ترسيخ مبادئ الحوكمة والدعم المؤسساتي في إطار آليات مبادرة النيباد وإشراك مؤسسات البحث العلمي والمجتمع المدني في تفعيل هذه المبادرة .
في نفس السياق ، شدد المشاركون في الفعالية المنظمة من طرف الجمعية الثقافية الإجتماعية لتفعيل المجتمع المدني، بالتنسيق مع المركز الجامعي بعاصمة الأهقار، على ضرورة تكييف القوانين والتشريعات المحلية مع إستراتيجية التفتح نحو إفريقيا بما يضمن تنقل الأفراد والبضائع،لا سيما في منطقة الساحل الإفريقي، والعمل على استحداث منظومة إحصائية إفريقية مشتركة للانتقال من وضعية التكامل إلى الاندماج في العلاقات البينية.
وفي سياق متصل، تم التأكيد كذلك على أهمية إدراج مشاريع ومخططات عملية تعزز عوامل الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي ومكافحة مواطن الهشاشة من خلال التصدي لمختلف التهديدات على غرار الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
تخللت أشغال الورشة الدولية تقديم مداخلات ، تعاقب على إلقائها مجموعة من المختصين، حيث أكد محي الدين محمد مستشار بوزارة النقل والأشغال العمومية ، على أهمية الطريق العابر للصحراء الذي يكتسي أهمية إستراتيجية كبيرة في مجال التعاون والتنمية ويضمن تكثيف التبادل البيني من خلال تحرير التجارة البينية بين الدول الإفريقية وخاصة في منطقة الساحل .
من جهته ركز ديديي ولد السلك مدير المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجية (موريتانيا) على أهمية إصلاح منظومة العدالة وسبل ترقية فرص الاستثمار في إفريقيا مؤكدا على ضرورة إصلاحها في إفريقيا ومكافحة كل مظاهر الفساد لتحقيق الاستقرار المؤسساتي و العمل على ترقية القوانين المنظمة للاستثمار بما يضمن توفير مناخ ملائم لاستقطاب الاستثمارات لفائدة القارة الإفريقية .
بدورها أبرزت نسرين توهامي ، أخصائية في الأمراض المعدية بمستشفى تمنراست ، الجهود التي تبذلها مصالح الصحة الجزائرية لضمان التكفل التام بكل الأفارقة المتواجدين بإقليم هذه الولاية الحدودية الشاسعة .
في هذا الصدد طالبت المتدخلة ، بضرورة استحداث إتحاد إفريقي للأطباء من أجل تعزيز سبل التعاون الطبي بين الإطارات الطبية بدول أفريقيا، و ذلك من خلال تكثيف فرص التكوين وتبادل الخبرات، مؤكدتا في ذات الوقت أن الجزائر تؤدي دورا كبيرا في مكافحة الأمراض المعدية بهذه المنطقة.
و تطرق المشاركون لعدة محاور تركزت بالخصوص حول تحقيق الأمن و الاستقرار وسبل وضع برامج ذات الصلة بالسلم و الأمن بمنطقة الساحل ، وحول شروط تحقيق الحكامة السياسية و الاقتصادية, وإلى إبراز مختلف المقومات التي تجعل من هذه المنطقة فضاء للتبادل التجاري وتوفير فرص لتكثيف التبادلات الثقافية و التجارية بين هذه الدول .