تحتضن دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس فعاليات المعرض الولائي للصناعة التقليدية والحرف بمشاركة أزيد من 30 عارضا، ممثلين لمناطق الولاية الناشطين في عدة مجالات صناعية لا تزال تقاوم من اجل البقاء والمجايلة في ظلّ الظروف المهنية الصعبة التي لا تزال تنغص يوميات الحرفيين في مجال توفير المواد الأولية المرتفعة الثمن، التسويق، التغطية الاجتماعية ومشكل الضرائب..
تحاول غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية بومرداس تسجيل حضورها بمناسبة إحياء الوطني للحرفي المصادف لـ9 نوفمبر من كل سنة الذي أقرّه رئيس الجمهورية بناء على القرار المؤرخ في 22 ماي 2014، المعدل والمتمم لقرار 2007، المتعلق باليوم الوطني للصناعة التقليدية التسمية القديمة وهذا لإعادة الاعتبار لهذه الفئة المنسية ومنه قطاع حسّاس يمثل رافدا هاما لترقية قطاع السياحة الوطنية وخلق الثروة ومناصب الشغل، خاصة في ظلّ تنامي النشاط على المستوى المحلي وانتشال بعض التخصّصات التي كانت مهدّدة بالاندثار نتيجة هذه الظروف..
التظاهرة التي شهدت عرض مختلف المنتجات التقليدية المعروفة على مستوى ولاية بومرداس كصناعة النسيج والألبسة، الفخار، صناعة الجلود، الخزف، صناعة السلل وغيرها من المهن الأخرى التي يتخذها أصحابها مصدر دخل رئيسي جاءت أيضا حسب المكلفة بالإعلام على مستوى الغرفة كريمة زناز لتشكل فضاء للتقارب والاحتكاك فيما بين الحرفيين من اجل عرض التجارب المشتركة وتشجيع مبدأ التنافسية لترقية المنتوج، وأيضا لطرح الانشغالات التي تتقاسمها هذه الفئة ومحاولة رفعها للوصاية والسلطات الولائية بهدف تحسين ظروف العمل، توفير فضاءات العرض، ورشات ومحلات الإنتاج واهتمامات أخرى عديدة..
كما تحاول غرفة الصناعة التقليدية والحرف لبومرداس تقديم ما هو أفضل وأنجع لإعادة جمع شتات عائلة الحرفيين التي عانت كثيرا من تراجع النشاط بسبب الظروف الاقتصادية التي مرّت بها المنطقة وحتى الأمنية منها التي أدت إلى غلق الكثير من الوحدات الإنتاجية المتخصصة ومنها وحدة إنتاج الجلود والأحذية المعروفة ببلدية بني عمران التي هجرها أصحابها وبعض الورشات العائلية التي تكابد من أجل الاستمرار وهي الظروف التي انعكست سلبا على الوضعية الاجتماعية للحرفيين الذين فقدوا مناصب عملهم ومصدر دخلهم الرئيسي، ناهيك عن أعباء الضرائب التي لا تزال مطروحة إلى اليوم، وكلها انشغالات تسعى من خلالها الغرفة إلى التجاوب معها عن طريقة مرافقة المهنيين لدى وكالة كاسنوس ومديرية الضرائب وتسهيل مهمة الحصول على القرض المصغر لدى وكالة اونجام وتفعيل برنامج التكوين لتأهيل الحرفيين من أجل ترقية المردود وتحسينه،وبالتالي إعادة هذا القطاع الحساس والحيوي إلى السكة كمورد اقتصادي هام لخلق الثروة.
في الأخير، يمكن الإشارة أن عدد الحرفيين المسجلين على مستوى غرفة الصناعة التقليدية لولاية بومرداس تجاوز 6130 مسجل من بينهم 1200 حرفية موزعين بين أنشطة الخدمات، القطاع الفني والمواد وهو رقم مرّشح للارتفاع إلى حدود 10 آلاف حرفي ـ حسب ذات المصادر ـ في حالة تحسّن الظروف المهنية والاجتماعية، فيما تبقى عدد من المشاريع الحيوية في شكل مرافق تنتظر التجسيد على غرار مركز غرفة الصناعة التقليدية لبرج منايل، دار الصناعة التقليدية لعاصمة الولاية المسجلة منذ سنة 2009 في انتظار دخول مركز الصناعة التقليدية لدلس حيز النشاط بعد الإنتهاء من عملية الانجاز.