طباعة هذه الصفحة

ترأس ندوة “أول نوفمبر في التاريخ العسكري.. تثمين التجربة”

الفريــــق ڤايــد صالــح: إننا مدينون للشهداء والمجاهدين الذين وضعوا أنفسهم وقودا للثورة

الحديث عن جيش الداخل، جيش الخارج أو جيش الحدود، مغالطة وجب تصحيحها
 الجزائر تبقى دوما في حاجة إلى أبنائها الأوفياء والجيش في الطليعة

نظمت مديرية الإتصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي، امس  بالنادي الوطني للجيش، ندوة تاريخية بعنوان: “أول نوفمبر في التاريخ العسكري.. تثمين التجربة”. وتأتي الندوة بغرض إبراز النقاط القوية في المحطات التاريخية الكبرى للثورة الجزائرية المجيدة، وتثمين تجربتها.

أشرف الفريق قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على افتتاح الندوة التي حضرها وزير الثقافة وعدد من الشخصيات الوطنية والتاريخية وإطارات من الجيش الوطني الشعبي وطلبة جامعيين، ونشطّها مجموعة من الأساتذة الجامعيين ومجاهدين، من خلال مداخلات وشهادات سلّطت الضوء على أهم جوانب هذا الموضوع.

ترسيخ معاني الثورة وقيمها النبيلة في ذاكرة الأجيال المخلصة

في البداية ألقى الفريق كلمة بثت إلى وحدات ومدارس الجيش الوطني الشعبي عبر النواحي العسكرية الست، جدّد فيها التأكيد على العناية القصوى التي توليها قيادة الجيش الوطني الشعبي لتاريخنا الوطني بشكل عام وتاريخ الثورة التحريرية بشكل خاص، مبرزا أهمية تنظيم هذه الندوة التي تتزامن واحتفال الشعب الجزائري بالذكرى الرابعة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة قائلا: “إننا ندرك جيدا في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ونسعى جاهدين، بحول الله تعالى وقوته، إلى ترسيخ معاني ثورة نوفمبر وقيمها النبيلة في ذاكرة الأجيال المخلصة الصاعدة، وتمكينها من أن تتفهم رسالة نوفمبر وأن تدرك أبعادها وقداستها باعتبارها ملحمة من أعظم الملاحم وأرفعها شأنا وأزكاها ذكرا وأقربها إلى قلوب الجزائريين، فهي مدعاة للتمجيد يحق لجيشنا اليوم وكل يوم، الافتخار بامتداد جذوره إلى صانع هذه الملحمة، جيش التحرير الوطني، وستبقى جذوة هذا الافتخار ساطعة ومتألقة، سطوع الدور الريادي الموكل لجيشنا الوطني الشعبي”.  
فعلى هدى هذا الوهج الثوري الساطع، شقت ثورة أول نوفمبر المظفرة بكل ما تحمله من قيم إنسانية راقية ونبيلة، بإصرار شديد طريقها نحو النصر المبين، وأذاقت الاستعمار الفرنسي الاستيطاني بكل ما يمثله من همجية وسلوك غير إنساني، مرارة خسرانه المبين، وأجبرته على الانسحاب، دون رجعة، صاغرا وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة، وقد استطاعت ثورة أول نوفمبر 1954، أن تحجز لنفسها من خلال هذا الانجاز العظيم والتاريخي حيّزها المستحق على صفحات سجل التاريخ الوطني والإقليمي بل والإنساني، وكان ذلك أبرز الدلالات على سمو قيمها ونبل أحداثها وقداسة أبعادها”.

ترقية الحس التاريخي لدى الأفراد العسكريين

الفريق أكد أن الجزائر في حاجة ماسة إلى أبنائها الأوفياء والمخلصين من أجل رصّ الصفوف والعمل المتضافر والمتكاتف والمثابر: “ففي هذا السياق بالذات، تواصل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، العمل جاهدة بمثابرة شديدة، في ظلّ ما تحظى به قواتنا المسلحة من رعاية من لدن فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على السهر الدائم على ترقية حسّ الوعي التاريخي لدى الأفراد العسكريين وعلى جعله بمثابة النهج القويم، بل، والحتمي، الذي به، وبه فقط، يدرك الجميع أن الدولة الجزائرية المستقلة بكافة أركانها ومؤسساتها الدستورية، التي أنجبتها ثورة أول نوفمبر وأعادت بناءها وإرساء قواعدها من جديد، تبقى دوما في حاجة ماسة إلى أبنائها الأوفياء والمخلصين في كل ربوع الوطن وفي طليعتهم أبناء الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، من أجل رصّ الصفوف والعمل المتضافر والمتكاتف والمثابر، على ترسيخ بنيانها أكثر فأكثر وحفظ  أمانتها الغالية”.
بعدها تمّ عرض شريط وثائقي تناول موضوع الندوة، ليفسح المجال بعدها لتدخل الأساتذة الذين نشّطوا محاضرتين تلتهما شهادات حية لمجاهدين عايشوا أحداث ثورة التحرير المجيدة. كما تخلّلت الندوة نقاشات ومداخلات ثرية زادت من اعتزاز الحاضرين والمشاركين بالتاريخ العظيم لثورتنا المجيدة.

ابرز ما جاء في كلمة الفريق

-  إننا مدينون بالتذكر والترحم وبالوفاء بالعهد للشهداء ولرسالتهم الخالدة، وأيضا نحن مدينون للمجاهدين الذين وضعوا أنفسهم وقودا للثورة.
-  لن ننسى الترحم على أرواح شهداء الواجب الوطني،الذين فدوا بلادهم بدمائهم الزكية لضمان ديمومة استقلال الجزائر وهم يحاربون آفة الإرهاب الدخيلة على مجتمعنا وديننا الإسلامي الحنيف.
- ولد جيش التحرير الوطني  منذ انطلاق الثورة التحريرية المباركة من رحم المعاناة، وفي ظروف صعبة وبإمكانيات جد متواضعة، تمكن من قلب موازين القوى بانتصاراته العسكرية المدوية التي زلزلت أركان الاستعمار.
-  هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 بقيادة الشهيد البطل زيغود يوسف انطلاقة ثانية لثورة التحرير المباركة.
-  لتطوير هيكلة الثورة التحريرية وتكييفها مع الواقع المستجد، انعقد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956.
-   المفاهيم الخاطئة التي تتحدث عن جيش الداخل وجيش الخارج أو جيش الحدود،  مغالطة تاريخية وجب تصحيحها، فجيش التحرير الوطني كان جيشا واحدا وموحدا تحت إمرة قيادة موحدة، يعمل لتحقيق هدف أسمى واحد هو استرجاع السيادة الوطنية
-  ترسيخ معاني ثورة نوفمبر وقيمها النبيلة في ذاكرة الأجيال المخلصة الصاعدة، وتمكينها من أن تتفهم رسالة نوفمبر وأن تدرك أبعادها وقداستها .
-  السهر الدائم على ترقية حس الوعي التاريخي لدى الأفراد العسكريين وعلى جعله بمثابة النهج القويم والحتمي.
- الجزائر المستقلة بأركانها ومؤسساتها الدستورية، تبقى دوما في حاجة ماسة إلى أبنائها الأوفياء والمخلصين وفي طليعتهم أبناء الجيش الوطني الشعبي.
- المساهمة في إرساء ركائز الدولة الجزائرية المستقلة، وبناء مؤسساتها، العمود الفقري الذي انتظمت حوله القوى الحية للأمة في سبيل السمو إلى ما يفرضه عليه واجبه الوطني في  الدفاع عن الوطن وصون سيادته وحرية قراره ووحدته الشعبية والترابية.
- بناء جيش عصري احترافي، يحوز على أحدث التكنولوجيات ومنظومات الأسلحة المتطورة، قادر على حماية كل شبر من أرض الجزائر.
- العناية الخاصة للصناعات العسكرية، بهدف تلبية كافة احتياجات الجيش والمساهمة في التنمية الوطنية وتقليص التبعية إلى الخارج.