يعرف رالي تحدي صحاري الجزائر الدولي في طبعته الرابعة حضور عدد لا بأس به من أبطال الرياضات الميكانيكية، يتقدمهم بطل العالم في ثلاث مناسبات والفائز بثلاث طبعات لرالي (باريس - داكار) أحد أكبر المنافسات الدولية للرياضة، الدراج الإيطالي أليساندرو رووزو، الذي أبهر جميع الحاضرين بمستواه التقني وقوته في اختراق الكثبان الرملية وصعوبة التضاريس في أعماق صحرائنا.
الدراج الإيطالي بعدما تمكن من حصد الألقاب العالمية وأكبر منافسة دولية في الرياضات الميكانيكية، حل بالجزائر للمشاركة في الطبعة الرابعة من تحدي صحاري الجزائر الدولي، بنية التحضير لمنافسة رالي (باريس – داكار) المقبل، خصوصا أنه تلقى إصابة خطيرة على مستوى قدمه اليمنى منذ 3 سنوات أبعدته عن المنافسة الرسمية وعن الكثبان طوال فترة النقاهة والعلاج، بعد ارتطامه وجها لوجه بسيارة رباعية الدفع في آخر مشاركة له في رالي ايطاليا، ما جعله يبقى طريح الفراش لأزيد من ثمانية أشهر، قبل أن يعود مؤخرا لركوب الدراجة والتحضير للمنافسات المقبلة بداية من بوابة الجزائر التي باتت منذ الطبعة الماضية محطة هامة لتحضير المتسابقين المشاركين لكبرى المنافسات الدولية المقبلة.
استغلت مؤسسة هوندا اليابانية الطبعة الرابعة لتحدي الصحاري من أجل تجريب دراجتها الجديدة لأزيد من 1000 متر مكعب التي تحمل تسمية (هوندا أفريكا توين.. مشاركة هوندا في رالي الجزائر ستلفت انتباه الماركات العالمية المصنعة للدراجات النارية عبر العالم وستجعلها من دون شك تفكر في بعث رياضييها إلى الجزائر لعدم ترك المساحة شاغرة لمنافسيها بالجزائر، وهو ما سيجعل عدد المتنافسين الأجانب والممولين يتهافتون على الأماكن للمشاركة في الطبعة المقبلة.
في نفس السياق، كشفت مصادر الشعب بأن مؤسسة مارسيدس المصنع الألماني بعث موفدا له في رالي تحدي صحاري الجزائر الدولي 2018 لمعاينته، وحسب ذات المصدر فإن ذات المبعوث أعجب بالتنظيم وبظروف التسابق خصوصا بعدما وقف على دقة دليل الطريق وعلى التدخل الفعال والسريع للإسعاف بعمق الصحراء، وكذا على روعة المناظر والمسالك التي اختارتها الإتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية هذا الموسم من أجل التنافس.
الفرصة أيضا كانت للدراج الإيطالي من أجل تجاوز فئة 450 متر مكعب التي نال فيها العديد من الألقاب العالمية، والمشاركة في تحدي الصحاري 2018 بفئة أزيد من 1000 متر مكعب، من أجل استعادة لياقته البدنية بعدما ابتعد عن التدريبات والمنافسة الرسمية خلال الثلاث سنوات الماضية، حيث اعتبر المشاركة في رالي الجزائر 2018 محطة مهمة للغاية بالنسبة له وقال بهذا الخصوص ، (كنت بعيدا عن المنافسة بعد تعرضي للإصابة ومشاركتي في هذا الرالي، كانت من أجل التحضير لمنافسة (باريس – داكار) التي فزت بها في العديد من المناسبات وأود التتويج بها من جديد بعدما تركت مكاني شاغرا لدراجين آخرين، حاليا بلغت حوالي 60 بالمائة من إمكانياتي وبعد هذا الرالي ومواصلة العمل أطمح لأكون في قمة الجاهزية مع رالي الموسم)، وتابع حديثه (الكثير من الدراجين الإيطاليين تحدثوا لي عن رالي الجزائر الذي من سنة لأخرى يتحسن، لكني بصراحة انبهرت للمستوى التقني لكل المتنافسين، وخاصة لنوعية المراحل المخصصة للتنافس وللمناظر الخلابة التي شاهدتها، كل الأمور مواتية لتنظيم كبرى الراليات الدولية هنا، وأتمنى أن يكبر أكثر هذا الرالي ليبلغ العالمية.
وبالعودة إلى مسيرة الدراج الإيطالي المخضرم صاحب 37 ربيعا، أكد لـ «الشعب» بأنه اكتشف حبه للرياضات الميكانيكية في عمر 13 سنة، لتصبح بعدها موهبته الأولى وأول اهتماماته، ليطوف عبر العالم ويحصد الكثير من الألقاب الدولية، ليقوده القدر إلى الجزائر لأول مرة، وتمكن لحد كتابة هذه الأسطر من الفوز بمرحلتي (بريزينة – تيميمون) و(تيميمون – أدرار) في رالي تحدي صحاري الجزائر الدولي 2018، وهو مرشح بقوة من أجل نيل اللقب خلفا لمواطنه باولو تشيتشي، رغم تواجده في إعادة التأهيل، وقال بهذا الشأن (كنت حزينا حين كنت أشاهد المواعيد التي كنت غائبا عنها، قمت بالكثير من التضحيات وعملت كثيرا لأركب من جديد الدراجة، ورالي تحدي صحاري الجزائر الدولي سمح لي من رؤية النور من جديد وكأني ولدت منذ انطلاق هذا الرالي، غيابي عن المنافسة سيبقى أسوأ ذكرى بالنسبة لي في مسيرتي الرياضية، والجزائر ستبقى راسخة في ذهني لأنها أعادت لي طعم الحياة).