عاش سكان ولاية بومرداس وبالأخص البلديات الشرقية منها معاناة كبيرة في مجابهة خطر السيول والفيضانات التي اجتاحت الطرقات والأحياء السكنية نتيجة الأمطار الطوفانية التي عرفتها المنطقة خلال الـيومين الماضين متسببة في انقطاع تام لبعض المحاور على غرار الطريق الوطني رقم 12 بين بلدتي الناصرية وتادمايت حيث علقت عشرات العائلات والمسافرين نتيجة تجمع المياه والأوحال وتحول الطريق إلى برك مائية حالت دون مرور المركبات..
الصورة نفسها تتكرر خلال كل اضطراب جوي يضرب الولاية خاصة في هذه الفترة من السنة وتتكرر معها التساؤلات حول أسباب تنامي ظاهرة الفيضانات وتجمع المياه في الفضاءات العامة وتحول الطرقات التي استهلكت الملايير من الخزينة العمومية إلى وديان ومجاري مائية تجر معها الحصى والأوحال بكل ما تشكله من خطر على حياة الناس مع تعطل مصالح المواطنين.
فكان السؤال الأبرز هل مثل هذه الكوارث ناجمة عن غياب دور السلطات المحلية والهيئات المعنية بملف صيانة البالوعات ومجاري المياه ومعالجة النقاط السوداء الفعلية التي تعدت 70 نقطة حسب إحصائيات مديرية الأشغال العمومية؟ أم ان المسؤولية مشتركة مع المواطن الذي فقد الحس المدني إلى درجة كبيرة ولم يعد يكترث لما يدور حوله من مخاطر نتيجة استمراره في العبث بالمحيط السكني والبيئي عن طريق رمي النفايات في كل مكان وتعمد ردم القنوات وانجاز المشاريع السكنية على حافة الوديان والنتيجة كانت عكسية بالنظر إلى حجم الخسائر التي لحقت بالطرقات ومداخل الأحياء والقرى والبنى التحتية وصلت إلى حد الخطر الجسماني في بعض البلديات ليلة الجمعة ونهار السبت..
الواقع فعلا يحتاج إلى وقفة جدية من قبل الجميع ولا نكتفي بصرخة النجدة وتحميل الإدارة مسؤولية التقاعس وعدم التدخل، والدليل أظهره الواقع المتردي نتيجة ارتفاع عدد النقاط السوداء عبر الطرقات التي تتحول في لحظات سريعة إلى بحيرات تشكل خطر على المارة وترعب أصحاب المركبات بما فيها تلك النقاط المعالجة سابقا من قبل فرق الصيانة.
ومن هذه الحالات التي وقفت عندها «الشعب» مساء السبت الطريق الوطني رقم 25 الذي يقطع بلديتي بن شود وبغلية باتجاه ولاية تيزي وزو، حيث عاش المسافرون الأمرين في عبور منطقة «لاصاص» «حوش المتيجي»، «دار بوني» ومدخل ووسط بلدية بغلية بسبب ارتفاع منسوب المياه التي كان من المفروض أن تمر بانسيابية مباشرة نحوواد سيباوالقريب.
وهي نقاط كثيرا ما عولجت من قبل الجهات المختصة لكن تدخل الإنسان بسلوكه السيئ وتعمد بعض المزارعين إلى رمي مخلفات الأشجار والكروم وحتى تحويل مجاري المياه عن طبيعتها الأصلية قد زاد من حياة وخطر هذه النقاط والأمثلة كثيرة عن الوضعية لكن تبقى النقطة الأكثر استفهاما هوالطريق الرئيسي والطرقات الفرعية لحي المدينة الجديدة بدلس الذي لم تعد صالحة تماما لسير المركبات، فعلى مسافة 5 كلم تجري مياه الأمطار وسط الطريق دون أن تحيد عن مسارها لغياب قنوات التحويل التي تم ردمها بالأتربة والنتيجة خسارة طريق عمومي ولائي يربط عدد من القرى ومعها بلدية تاورقة.
ويشار إلى أن مصالح الحماية المدنية لولاية بومرداس سجلت خلال هذه الفترة 53 تدخلا عبر 18 بلدية لامتصاص المياه المتجمعة وإجلاء المركبات العالقة كان أخطرها ببلدية الناصرية التي غمرتها مياه الأمطار، حي «كاسيو» للشاليهات بقورصو، وعدة بلديات أخرى على غرار خروبة، خميس الخشنة، برج منايل… إلخ.
في حين تم تسجيل حالات أخرى لانجراف التربة بقرية «الكوانين» بالناصرية، الخروبة ومرتفع جبل بوعربي حسب المكلف بالإعلام اسماعيل ايت قاسي دون تسجيل خسائر بشرية، بالمقابل عرفت حركة سير القطارات تذبذبا في الحركة خاصة باتجاه ولاية تيزي وزوبسبب المياه التي غمرت نفق الناصرية.