طباعة هذه الصفحة

احتفالية اشرف عليها مساهل بوزارة الخارجية

نوفمبر شعلة لا تنطفئ ومرجعية لمسار البناء الوطني

وزارة الخارجية: فنيدس بن بلة

مجاهدون: الوفاء لوصية الشهيد في الحفاظ على الجزائر

أجواء من التأثر البالغ والحماس عاشتها وزارة الخارجية ليلية الفاتح نوفمبر في عيد الثورة ، اشرف على احتفاليتها عبد القادر مساهل وزير الخارجية بحضور مجاهدين ، إطارات وموظفين وبعض ممثلي عناوين اعلامية، في مقدمتهم”الشعب” التي ترافق دوما الحدث الوطني وتكون في الصدارة في تغطيتها للمناسبات وأعياد الجزائر.
أجواء من الخشوع والتذكر لمن صنعوا مجد الجزائر الذين صغرت أمامهم الأشياء وكبر الوطن المفدى واعلي شانه. هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم واستشهدوا تذكر خصالهم الحضور في الذكرى 64 سنة للثورة التحريرية التي غيرت مجرى تاريخ الإنسانية قاطبة واضعة أسسا لقيم حقوق الإنسان أقدسها على الإطلاق : الحق في تقرير المصير وصنع المستقبل.
أكد هذا الطرح الدبلوماسي مصطفى بوطورة في كلمة تذكر بعد رفع العلم ، وضع إكليل من الزهور وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الجزائر، معيدا إلى الأذهان صور النضال والمقاومة التي خاضها الجزائريون طيلة احتلال البلاد رافضين الاستسلام لمن ظل يروج لأكاذيب ومغالطات بالزعم عدم وجود امة جزائرية في التاريخ مساهما دون ان يدري في إشعال شرارة الانتفاضة من اجل تحرير الوطن.
من هذه الزاوية، حرص بوطورة في كلمته التأكيد على مصطلح استعادة السيادة الوطنية وليس الاستقلال لان الجزائر كانت قبل الاستعمار الفرنسي موجودة ولها مكانتها وموقعها المهاب في حوض المتوسط وصوتها يسمع ويحترم في المحافل.
في قراءته البعدية لمضمون نوفمبر ومسار التحرر الذي بات مضرب المثل لباقي المعمورة، أكد بوطورة على واجب صون عهد الشهداء وتوصيتهم بالحفاظ على الذاكرة الوطنية باعتبارها المؤمن للهوية ،التاريخ والسيادة. وقال الدبلوماسي موجها
للحضور :«بعد الانتصار الكبير المسجل في استعادة السيادة بات من الضروري على كل واحد منا صيانة العهد وتحمل مسؤولية الحفاظ على الأمانة بعيون ساهرة ونقاء ضمير ويقظة يفرضها الظرف المتغير من اجل عزة الجزائر واستقرارها”.
من جهتهم عاد بنا مجاهدون في تصريحاتهم ل«الشعب” إلى مرحلة انطلاق الثورة ومسارها، غاياتها وأهدافها مؤكدين أن اللسان يعجز عن وصف التخطيط الحربي لمن فجروا شرارة نوفمبر وما تبعها من تنظيم للجيش وإعداد الهياكل وتقسم الولايات بدقة أدهشت المستعمر وأفشلت استراتيجيته العسكرية.
في هذا الاطار ، قال المجاهد ولد حمودة بلعيد، متنهدا:«أن نوفمبر هوالبوصلة التي حددت للجزائريين طريق الاستقلال وأخرجتهم من حالة التردد والرهان على قاعدة “ان من اخذ بالقوة لا يسترد بالا بالقوة.”
-  المجاهد حسان بوشلاغم الفدائي بفرنسا ايام الثورة التحريرية قال لنا:«ان نوفمبر ركع الحلف الأطلسي برجاله وارمادته وأعاد الجزائر إلى أولى الصفوف أكثر سؤددا وحرية وسيادة ينبغي على شباب اليوم حمايتها باعتبارها فرض عين.”
-  المجاهد ولهة خليفة من المدية قال في شهادته الحية:« رسالة نوفمبر ان تبقى الاجيال وفيا لمضمون التحرر والثورة التي هزت العالم وأعطت للشعوب المستضعفة والمضطهدة مرجعية في تقرير المصير”.وواصل خليفة قائلا ان هذه الرسالة لا تتوقف عند محطة الاستقلال لكنها تتجاوزها الى إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة التي ضحى من اجلها أزيد من مليون شهيد ، وهي دولة ينبغي ان يكون الجزائريون كل من موقعه ومقامة عيونا ساهرة لحماية المكاسب والانجازات.
-  المجاهد قارة رابح، عاد بذاكرته إلى أولى شرارة الثورة متخذا من أقوال العقيد الجيلالي بونعامة قائد الولاية الرابعة التاريخية،” أن نوفمبر فجره الأبطال من اجل استرجاع السيادة والحرية.” وواصل قارة وهوفدائي انخرط في الثورة التحريرية مبكرا انه كان يتأثر بسماع أقوال العقيد بونعامة في شرح ماهية الثورة ، قيمها ، خلفياتها وأبعادها وعمره لا يتعدى 14 سنة:«من الكلمات التي كان لها الوقع الكبير علي تأكيد بونعامة أسد الونشريس أن الاستقلال لا يأتي هبة من فرنسا لكن ينتزع بالدم والدمع والتضحيات “.
واختتم المجاهد قارة قوله لنا موجها رسالة الى جيل الاستقلال:« نعم انتزعنا السيادة بفضل تضحيات شهداء الحرية وعلينا اليوم السير على نفس النهج، اليد في اليد في سبيل جزائر التي حلم بها الشهداء اكرمنا جميعا.”
@ علية احمد امين المحلل التاريخي ، سار في هذا الاتجاه قائلا :« أن رواد نوفمبر أدوا واجبهم كاملا وضربوا الأمثلة في التضحية ، استشهد الكثير منهم تاركين رسالة لشباب الاستقلال لحمل مشعل مواصلة المسيرة في بناء الدولة الوطنية التي تتطور وتتقوي بالعلوم والمعارف ولا تتأخر عن ركب البشرية.”