في إطار متابعة مدى تنفيذ برنامج تطوير مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي، وتزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 64 لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، هذا اليوم 31 أكتوبر 2018، بزيارة عمل إلى بعض مؤسسات المديرية المركزية للإشارة وأنظمة المعلومات.
البداية كانت من مقر لواء الإشارة للقيادة العليا، فبعد مراسم الاستقبال، ورفقة اللواء عبد القادر لشخم، المدير المركزي للإشارة وأنظمة المعلومات، استمع السيد الفريق إلى عرض شامل قدمه قائد اللواء، تضمن مختلف مهام هذه الوحدة الحساسة والحيوية، ليقوم بعدها بتدشين المركز الرئيسي لصيانة أجهزة الحرب الالكترونية الذي سيتولى مهمة الصيانة الشاملة والمراقبة الدورية لوسائل الاتصالات بمختلف أنواعها، وهو المركز الذي يتوفر على قدرة كبيرة لتصليح وصيانة الأجهزة من الجيل الحديث في مجال إلكترونيك الدفاع، مما سيسمح بالتخفيف من التبعية إلى الخارج في هذا المجال الحسّاس، وكذا تقليص التكاليف بالعملة الصعبة.
المحطة الثانية من زيارة السيد الفريق كانت المؤسسة المركزية لتجديد عتاد الإشارة، حيث استمع في البداية إلى عرض مدير المؤسسة، كما تابع شريطا وثائقيا حول مهام هذه المؤسسة الشديدة الحيوية، ليقوم بعدها بتدشين وتفقد العديد من السلاسل الإنتاجية على غرار سلسلة تركيب وسائل التحويل المنشآتية ومحطات الألياف البصرية، وسلسلة تركيب الوسائل الراديوهاتفية، فضلا عن محطات الاتصالات القاعدية والأجهزة المحمولة، وخط الإدماج الميكانيكي ومخبر البحث والتطوير.
هذه المؤسسة تتولى أيضا تركيب مختلف وسائل الإتصال من الجيل الجديد ذات التقنية عالية الدقة، على غرار المحطات الهرتزية الرقمية والتحويلات الهاتفية الرقمية ومختلف الأجهزة الهاتفية فضلا عن تجهيزات أنظمة التخاطب الداخلي، وهي توفر كافة احتياجات الجيش الوطني الشعبي من هذه التجهيزات الحساسة، بهدف عصرنة وتحديث سلاح الإشارة في قواتنا المسلحة بما يتماشى مع التطور السريع الناجم عن الاحتياجات المتزايدة في مجال التدفق العالي والعالي جدا.
كل هذه السلاسل الإنتاجية تسير بواسطة منظومات أوتوماتيكية رقمية يشرف عليها طاقم من الضباط والإطارات من مهندسين وتقنيين تلقوا تكوينا خاصا ودقيقا يؤهلهم لإدارتها باحترافية عالية. وبعين المكان عاين السيد الفريق نماذج من هذه الأجهزة وتابع مختلف مراحل إنتاجها.
بعدها التقى السيد الفريق بإطارات وأفراد المؤسسة أين ألقى كلمة توجيهية بثت إلى جميع وحدات ومدارس ومؤسسات المديرية المركزية للإشارة وأنظمة المعلومات عبر جميع النواحي العسكرية، هنأ في بدايتها كافة الإطارات والأفراد على تحقيق هذه الإنجازات الجدّ هامة، مؤكدا على أن تدشين هذه المشاريع عشية الاحتفال بعيد الثورة التحريرية المجيدة يعدّ رمزا من رموز الوفاء لتضحيات الشهداء الأبرار:
"يطيب لي أن أعرب في مستهل هذه المداخلة، عن امتناني الشديد بهذا اللقاء الذي يجمعني مرة أخرى بإطارات وأفراد سلاح الإشارة وأنظمة المعلومات، هذا اللقاء الذي يأتي عشية إحياء الجزائر لأمجد عيد وطني لديها، ألا وهو أول نوفمبر 1954 في ذكراه الرابعة والستين، هذه الذكرى الثمرة الدائمة القطوف التي يقف عندها شعبنا سنويا في ليلتها المباركة وقفة تذكر واحترام وإجلال لهذه الثورة العظيمة، ويستحضر بكل اعتزاز سمو قدر من صنعوها وقادوها وأكملوا مسيرتها المظفرة وزحفها المنتصر، ورفعوا رايتها شامخة بين الأمم، شموخ أهدافها وسمو طموحاتها النبيلة، نبل مبادئها ورفعة قيمها.
تلكم هي ثورة أول نوفمبر المظفرة وتاريخها المشرق والمجيد، التي بقدر ما نعتز بها باعتبارها مرحلة حاسمة في تاريخنا العسكري والوطني، فإن الواجب يدعونا كعسكريين إلى بذل قصارى جهودنا، من أجل ضمان نشر معانيها السامية بين صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بما يكفل أداء مهامنا الدستورية بكل عزيمة وإصرار وكفاءة واقتدار وفاء منا لرسالة الشهداء الأبرار وضمانا أبديا لمكسب سيادة وحرية الجزائر واستقلالها الوطني ووحدتها الشعبية والترابية" .
السيد الفريق ذكَّر إطارات مديرية الإشارة وأنظمة المعلومات بأهمية الاتصالات في مجال ترقية وتفعيل المسار المهني والقتالي للقوات المسلحة، باعتبارها تمثل بكل جدارة واستحقاق، عصب الحرب الذي به تحسم الحروب الحديثة، فمن أجل ذلك يزداد اهتمام الجيش الوطني الشعبي بهذا القطاع الحيوي، ويزداد معه طموحه إلى تحقيق مستويات أفضل سنة بعد سنة، سواء من الجانب التطويري والتجهيزي، أو من ناحية التحكم في آليات استعماله وحسن توظيفه أو من جانب تدريب وتكوين الطاقات البشرية المؤهلة القادرة على تطويع هذا السلاح وتحقيق النتائج المرجوة:
"فوفاء لهذا المسار الوطني النيِّر، يواصل اليوم الجيش الوطني الشعبي حصد حصائل أعماله المثابرة والمخلصة على أكثر من صعيد، وفي كافة مواقع المهنة العسكرية، وهو ما يتجسد فعلا وميدانيا من خلال إشرافي بهذه المناسبة الكريمة على تدشين العديد من المنجزات ذات الصلة أولا، بوسائل الإشارة ذات الأهمية البالغة، منها على وجه الخصوص، إنتاج محطات الألياف البصرية والمحولات والأجهزة الهاتفية بمختلف السعات، ثم، يتعلق المجال الثاني بإنتاج المكونات المادية الرئيسية للمنظومات اللاسلكية الهاتفية وهي محطات الاتصالات القاعدية والأجهزة المحمولة، علما أنه تم تعزيز هذه الإنجازات الهامة بمخابر للبحث والتطوير موجهة للتحسين المستمر للأجهزة المنتجة والعمل على تكيفها المتواصل مع الظروف التطورية للاستعمال العملياتي.
فتلكم هي المحطات الإنجازية العظيمة التي يخوض اليوم جيشنا غمارها بكل نجاح، في ظل ما تحظى به قواتنا المسلحة من دعم وتوجيه دائمين من لدن فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، هذه الإنجازات الراقية التي تهدف في مجملها وبصفة متكاملة وطموحة إلى عصرنة قواتنا المسلحة وترقية مهنيتها واحترافيتها هذا إلى جانب اكتساب مقاييس التحكم الفعال في التكنولوجيات الحديثة والتطلع مستقبلا نحو استكمال بناء قاعدة متينة وصلبة في مجال التكفل بـالصناعات الدفاعية، والسمو بها إلى مراتبها المرغوبة.
وعليه فإنه يحق فعلا لسلاح الإشارة أن يفتخر بما تحقق حتى الآن من إنجازات، لاسيما وأنها كفيلة فعلا بتلبية احتياجات قواتنا المسلحة والمساهمة في تطوير النسيج الاقتصادي الوطني والتقليص بالتالي من تبعيتنا تجاه الخارج، ولها أيضا شواهدها البارزة الدالة على الخطوات العديدة والمديدة التي ما فتئ يقطعها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بنجاح باهر".
وفي الختام استمع السيد الفريق إلى تدخلات الإطارات، الذين أكدوا أنهم سيواصلون بذل قصارى الجهود المثابرة، للعمل على توفير كافة احتياجات الجيش الوطني الشعبي من كافة وسائل الإتصال العالية الدقة والجودة.