ضرورة ايصال الكتاب الجزائري إلى الشعوب الأخرى
افتتح الوزير الأول السيد أحمد أويحيى أمس الإثنين بقصر المعارض، الصالون الدولي للكتاب في طبعته الثالثة والعشرين. وطاف الوزير الأول، الذي كان برفقته كوكبة من الوزراء وإطارات الدولة، بمختلف أجنحة المعرض. وأكد في هذه السانحة على أهمية جودة الكتب ونوعيتها، وضرورة تصدير الكتاب الجزائري، ومواصلة المحافظة السامية للأمازيغية عملها في انتظار الأكاديمية نهاية السنة.
كان أول جناح يزوره أويحيى جناح الصين ضيف شرف الدورة، حيث قدمت له شروحات حول الإصدارات الصينية المشاركة، ومن ضمنها كتب للرئيس الصيني شي جين بينغ، على غرار كتاب “التخلص من الفقر”، الصادر عن “دار النشر باللغات الأجنبية”، وكتاب “في الأراضي الجافة الحقيقية في طليعة تقدم تقدم الفكر التنموي الجديد والممارسة في تشجيانغ”، عن “دار نشر الحزب الشيوعي الصيني لمدرسة الحزب المركزي”.
كما زار الوزير الأول جناح المجلس الأعلى للغة العربية، هذه المؤسسة التي تحضر لسبع مشاريع كبرى هذه السنة. أما بجناح وزارة الثقافة، فقد أكد مدير دائرة الكتاب للوزير الأول أن قرابة 1.6 مليون كتابا يتم الآن توزيعها عبر مختلف المكتبات العمومية في كامل التراب الوطني، وهي العملية التي تستمر إلى غاية ديسمبر.
من جهته، أشاد الوزير الأول بالمجهود الذي تقوم به المحافظة السامية للأمازيغية، حينما توقف أمام جناحها وعرض عليه سي الهاشمي عصاد مشاريع وجديد المحافظة، التي اعتمدت على النشر المشترك من أجل توزيع الكتاب الأمازيغي. وقال أويحيى إن على المحافظة المواصلة في تجسيد برنامج رئيس الجمهورية في الشق المتعلق باللغة الأمازيغية. وأضاف أنه “ما زلنا مع الأسف نسمع ونرى بعض الأشياء التي تخلق بلبلة حول هذا الموضوع”، مذكّرا بأن وزارة التربية تدرّس هذه اللغة في أكثر من 30 ولاية، وأن المحافظة السامية للأمازيغية قائمة بدورها، في انتظار أكاديمية اللغة الأمازيغية قبل نهاية السنة، وستعمل المؤسستان جنبا إلى جنب حسب ما أكده الوزير الأول.
كما زار الوزير الأول أجنحة كل من مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، الاتحاد الأوروبي الذي يحضر للقاءات الأورومغاربية (بمشاركة 7 كتاب أوروبيين وجزائرييْن وتونسي ومغربي)، وفضاء روح الباناف، أين تحدث الوزير الأول عن البعد الأفريقي الذي ينساه البعض أحيانا، وإعطاء الصورة الإيجابية لهذه القارة.
أما عند جناح الديوان الوطني لحقوق المؤلف، فقد اعتبر أويحيى أن الديوان قائم بدور كبير في خدمة النشاط الثقافي، خصوصا في الظروف الحالية.
وتوقف الوزير الأول عند جناح الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وديوان المطبوعات المدرسية، والدار المصرية اللبنانية، ودار الوسام العربي والدور الممثلة معها. أما بجناح ديوان المطبوعات الجامعية، فقد طلب الوزير الأول من هذه المؤسسة تغطية كل الاحتياجات وذلك لسببين: الأول هو المساهمة في تقليص فاتورة الاستيراد، والثاني هو الأسعار المقبولة للديوان التي هي عادة في متناول الطلبة.
وبعد دار الحكمة، زار الوزير الأول دار “داليمان”، وهناك قال “الكتاب يجب أن يقاوم، وأنتم (الناشرون) تقاومون جيدا”. مؤكدا على أن الأهم هي النوعية. وعند جناح دار الأمة، أعرب الوزير الأول عن أمله في أن يصل الكتاب الجزائري إلى الدول العربية الأخرى.
وبعد “جيوديف”، والجناح البلجيكي، وجناح دار القبية، ودار المدى العراقية، والدار المتوسطية للنشر من تونس، توقف أويحيى عند دار الهدى، التي اشتكى صاحبها معاناة الناشرين من قلة المكتبات، ورد عليه الوزير الأول بأن الدولة أنشأت أكثر من 5 آلاف مكتبة عمومية، وأن بإمكان الناشرين المساهمة باقتراح مبادرات في هذا المجال.
كما توقف الوزير الأول عند دار “القصبة”، و«شهاب”، و«دار الكتاب العربي” اللبنانية، و«هاشيت” وجناح سفارة اليابان، والسفارة الفرنسية، ثم “ليفراسك” وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الجناح العماني والجناح السعودي، فجناج الشارقة (الإمارات العربية المتحدة)، ثم سفارة كوبا، التي ستنزل الجزائر ضيف شرف على معرض الكتاب بها، وهناك ذكّر أويحيى بأن الجزائر تحيي ذكرى تاريخية وهي مساعدة الكوبيين للجزائريين سنة 1963.
أما بالجناح الفلسطيني، فقد أكد السفير الفلسطيني لؤي عيسى بأن الجزائر “لم تبخل علينا في الجانب الثقافي وهو أهم المجالات”، وتحدث عن طبع 2000 نسخة من مختلف العناوين، ألف منها أرسل إلى فلسطين والبقية وضعت تحت تصرف السفارة، واختتم حديثه بالقول: “قوة الجزائر هي قوة لنا”.