استقطاب الاستثمارات وتحسين الاستكشاف والاستغلال المنجمي أولوية اقتصادية
تحسين مناخ الأعمال يتطلب عملا مكثفا وتطوير الصناعة البترولية هدف استراتيجي
أكد الوزير الأول أحمد أويحيى حرص الجزائر على تجديد مواردها الطاقوية وتنويعها، وتشجيع إستغلال الطاقات المتجددة، وكذا تعزيز رفع طاقة أنابيب الغاز نحوأوروبا وترقية تصدير الطاقة الشمسية على المديين المتوسط والبعيد، كاشفا عن أن الحكومة تعمل جاهدة لتحيين القانون الخاص بالمحروقات الذي سيكون حسبه جاهزا بعد بضعة أشهر.
أبرز أويحيي لدى إعلانه أمس الإفتتاح الرسمي لملتقى مستقبل الطاقة في الجزائر»التنوع، الإبتكار، الإستثمار» المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمركز المؤتمرات عبد اللطيف رحال بحضور وزير الطاقة مصطفى قيتوني والرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المؤمن ولد قدور والأمين العام للمركزية النقابية سيدي السعيد، الأهمية التي توليها الجزائر لتطوير قدراتها الإنتاجية في مجال الطاقة للاستجابة لحاجيات تنميتها الوطنية، وللمساهمة أكثر في تزويد السوق العالمية، مشيرا إلى انخفاض احتياطات الطاقات المتحجرة التي ستنفد لا محالة إذا استمر الاستهلاك على وتيرته الحالية.
في هذا السياق ألح الوزير الأول على تثمين إستعمال الطاقات النظيفة كالغاز الطبيعي والطاقات المتجددة، مبرزا حرص الجزائر على حماية البيئة بحيث تعمل منذ سنوات على الحد من حرق الغاز بتخفيض الإنبعاثات الغازية إلى ٣٪، مذكرا بانضم الجزائر للالتزامات المنبثقة عن الندوة الدولية حول التغيرات المناخية وإلى مبادرة البنك العالمي القضاء على حرق المشتقات النفطية ٱفاق 2030.
كما سيتضاعف الطلب على الطاقة أفاق 2040، مضيفا أن الجزائر ستشهد إرتفاعا في طلبها الداخلي بنسبة 20٪ آفاق 2040، في حين حاجياتنا من المداخيل المنتظرة من المحروقات ستبقى هامة لمواصلة مسار تنمية البلد. قائلا: «تلكم هي التحديات التي تعتزم الجزائر رفعها بمساعدة شركائها الخارجيين من خلال مسعى يرتكز على أربعة محاور».
وتتمثل هذه المحاور في رفع القدرات الإنتاجية في مجال الطاقات التقليدية عبر الاستكشاف الأوسع للحقل المنجمي الذي ينبغي أن يمتد إلى شمال الجزائر بما في ذلك فضاءنا البحري، والحرص على الحفاظ على البيئة من خلال التنقيب والإستغلال، مع تطوير الموارد الطاقوية غير التقليدية وكذا المناخ المحلي في مجال الصناعة والخدمات، مما سيسمح بتوفير عشرات الآلاف من مناصب الشغل لشبابنا.
وأشار أويحيي في هذا الإطار إلى أن الجزائر سطرت برنامجا طموحا في مجال بناء صناعة محلية للمدخلات الضرورية، وتسعى الحكومة للمضي قدما في معركة الطاقة الشمسية المتجددة.
وبالنسبة للمحور الثاني فهوتطوير ٱفاق جديدة لإنتاج الطاقة عبر رفع طاقة أنابيب نقل الغاز نحوأوروبا وترقية تصدير الطاقات الشمسية إلى جيراننا بما فيه أوروبا على المديين المتوسط والبعيد، أما المحور الثالث فهوتطوير الصناعات البتروكيماوية لترقية صناعات اخرى عديدة.
وأشاد الوزير الأول في هذا الشأن بالشراكة التي أبرمت مؤخرا بين سوناطراك وشركة توتال بهدف بناء مركب لإنتاج مادة البوليبروبيلان، بحيث ستدعم الحكومة هذه الصناعة مع كافة المزايا التي يمنحها قانون الاستثمار.
في حين يكمن المحور الرابع في تحسين إنتاجية أداتنا الوطنية وفعاليتها في مجال صناعات المحروقات، وذلك باللجوء إلى التقنيات الأكثر تطورا وتحسين أداء المؤسسات، مؤكدا دعم الحكومة مخطط تحديث شركة سوناطراك.
وفي الأخير، وجه أويحيى رسالة طمأنينة وأمل بأن الجزائر بصدد بناء مستقبلها الطاقوي الخاص في جوتطبعه روح الشراكة والوفاء بالالتزامات على حد تعبيره.
ولد قدور: علينا تركيز الجهود على التنوع والابتكار الطاقوي
من جهته، قال الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور أن التحولات الاقتصادية الحالية تفرض علينا التفكير والتشاور والعمل معا من اجل مستقبل الصناعة البتروكيماوية والمستقبل الطاقوي، مضيفا أنه يجب تركيز الجهود في مجال التنوع الطاقوي، الابتكار والاستثمار قائلا:»هذا الحدث الطاقوي لمناقشة مستقبل الطاقة في الجزائر، يمثل موعدا مهما للبترول والغاز ويسمح بتبادل وجهات النظر لمختلف الفاعلين الدوليين في مجال الصناعة البترولية والغازية».