دعا المجلس الولائي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي للعاصمة،أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة ربيع 2019، مؤكدا أن الاستمرارية تعني تعميق الديمقراطية، ومواصلة الإصلاحات الاقتصادية، والسياسية التي شهدتها البلاد خلال فترة حكمه.
ألح الناطق الرسمي للأرندي ورئيس المكتب الولائي للعاصمة صديق شهاب على رئيس الجمهورية بمواصلة مسيرة قيادة البلاد، بالترشح لعهدة رئاسية جديدة في الانتخابات القادمة، قائلا” أن تأكيد الارندي لدعوة الاستمرارية هو وفاء لجيل ثورة نوفمبر المجيدة، كما هو عربون لشخص الرئيس الذي وهب حياته لخدمة البلاد والعباد”.
وأوضح شهاب في كلمة ألقاها،أمس، خلال مجلس موسع لمناضلي ولاية الجزائر ،أمس، بقاعة علي معاشي بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة أن تمسك التجمع الوطني الديمقراطي بترشح بوتفليقة لعهدة جديدة نابع عن قناعات كل المناضلين وفي مقدمتهم الأمين العام للحزب احمد أويحيى، الذي كان أول من دعا إلى الاستمرارية.
وخاطب صديق شهاب جهات لم يسمها وقال أنها تسعى إلى خلق بلبلة في أوساط المجتمع بداعي مرض الرئيس، قائلا” صحيح أن رئيس الجمهورية ليس في كامل صحته التي كان عليها لكن كل مؤسسات الدولة تسير بشكل عادي وبإشرافه الشخصي”، مضيفا “ أن الشعب هو من اختار الرئيس وهو على كرسي متحرك، وهذا ليس غريبا علينا لان الرئيس جاء بمشروع شامل وكامل لخدمة الدولة الجزائرية.
وذكر الناطق الرسمي لـ “الارندي” بان دعوة عبد العزيز بوتفليقة للاستمرارية هي قناعة تصب في مصلحة الوطن وليست قناعات الحزب الذي اعتمد التقويم الوطني كبرنامج، مؤكدا أن تواجد الرئيس على رأس الدولة يضمن الكثير من الايجابيات، متطرقا إلى وقوفه ضد محاولات ضرب الجزائر، وتصديه لكل محاولات إغراق الجزائر في الفوضى، خلال فترة ما يسمى بالربيع العربي.
وفي هذا الصدد قال شهاب أن المرحلة تقتضي منا توضيح عدة أمور، وفي مقدمتها التصدي لأصوات تقول “أننا بالحديث عن الربيع العربي فإن الارندي يخوف الشعب بهذا النهج “لكن حزبنا ليس له، لا ناقة ولا جمل في الاستمرارية ما عدا الحفاظ على استقرار البلاد ومواصلة الإصلاحات السياسية بما فيها التعددية التي هي نهج التجمع الوطني الديمقراطي منذ تأسيسه إضافة إلى جملة من البرامج الأساسية التي جاء بها.
وذكر شهاب في هذا السياق أن “الارندي” لطالما نادى بحماية الحريات الجماعية والفردية وتعزيز حرية الرأي، والتعبير وهي شعارات كانت مرفوضة أيام تأسيسه من طرف جهات، لكن اليوم باتت هناك قناعات راسخة لدى الجميع بان إرساء الديمقراطية، التي جاء بها احمد أويحيى من خلال الحزب خيارا واضحا وكلف الجزائر الكثير، وكذلك المعركة الاقتصادية التي نعيش رحاها اليوم لكنها تراجعت بفضل سياسات، وحلول في إطار عمل الحكومة.
وعرج شهاب على أهم الانجازات التي عرفتها الجزائر خلال فترة حكمه بداية بأكبر مشروع وطني ممثلا في المصالحة الوطني إلى مبادرة العيش بسلام التي لقيت اعترافا دوليا ورسمت يوما عالميا تعترف به الأمم المتحدة سنويا، مشيرا إلى أن الاستقرار الذي تعيشه الجزائر كان بفضل المصالحة والوئام، والعيش بسلام هو التعايش بين كل مكونات الشعب الجزائري في ظل التعددية اللغوية العربية والامازيغية، هذه الأخيرة التي دسترها رئيس الجمهورية بكل إرادة.
وألح المشاركون في المجلس ألولائي لـ “الارندي” في بيان ختامي توج أشغالهم ،أمس، على رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالترشح لعهدة جديدة استمرارا للتنمية الاقتصادية، والاجتماعية التي عرفتها البلاد خلال حكمه، مؤكدين أن البلاد عرفت مكانة كبيرة على المستوى العالمي بفضل السياسات المنتهجة التي سطرها في ظل تحديات صعبة تقتضي الآن الاستمرارية.
... ويندد من تيزي وزو بالذين يريدون جعل الجزائر”ساحة معركة”
وبتيزي وزو ندد الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي شيهاب الصديق, ب “أولئك الذين يريدون جعل الجزائر ساحة معركة” ملمحا دون ذكرهم بالاسم الاعتقالات الأخيرة لصحفيين.
وأوضح المتحدث في جلسة افتتاح مجلس ولائي موسع لأعضاء التجمع الوطني الديمقراطي أن “حرية التعبير التي لا يمكن فصلها عن الديمقراطية أمر حتمي لمزيد من ترسيخ الديمقراطية ولكن يتوجب على مختلف المؤسسات الاعلامية أن تحارب كل من يريد جعل الجزائر ساحة معركة”.
وقال “لقد عانينا ما يكفي من المعارك التي كلفتنا الكثير” مشيرا على وجه الخصوص إلى ضريبة استعادة الاستقلال الوطني التي كلفت الجزائر مليونا ونصف المليون شهيد سقطوا في ميدان الشرف وكذا معركة بناء الديمقراطية التي “حصدت 200.000 من القتلى وخلفت أكثر من 50 مليار دولار من الأضرار”.
وأضاف المتدخل أن “بناء مجتمع متجانس وموحد ودولة غنية بتنوعها الثقافي قد تم توطيده من خلال دسترة اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية” مغتنما الفرصة لإطلاق دعوة حزبه لتلاميذ مدارس الثانويات والمتوسطات بولاية تيزي وزو الذين يحتجون منذ أكثر من أسبوع ضد تدريسهم اللغة العربية ردا على أولياء تلاميذ ولايات أخرى الذين يرفضون أن يدرس أبناءهم الأمازيغية داعيا اياهم إلى التحلي ب “اليقظة والذكاء للافلات من التلاعب بهم”.
وقال الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي “لا نريد أن تكون دسترة الأمازيغية عنصرا للتباعد أو الفشل وانما عنصر توحيد ونجاح” مشيرا إلى أن ترقية الأمازيغية يجب أن تتم في هدوء.
وخلال هذا الاجتماع جدد شيهاب الصديق دعوة حزبه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للترشح في الانتخابات الرئاسية 2019موضحا أن هذا الموقف الخاص بحزبه هو خيار “مدروس جدا ويندرج في مصلحة الدولة الجزائري واستقرارها ووحدتها”.