مشاركة جزائرية قوية وتكريم وزير التّربية الأسبق علي بن محمد
تستعد جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي لتنظيم الملتقى المغاربي الرابع حول إصلاح التعليم، تحت عنوان: التعليم الخاص في دول المغرب العربي: بديل استراتيجي أم مكمل للقطاع العمومي؟ وذلك يومي 14 و15 نوفمبر 2018 بنزل الدبلوماسي بتونس. وقد اختار القائمون على الملتقى تكريم وزير التربية الجزائري الاسبق، علي بن محمد، والمفكر المغربي الدكتور طه عبد الرحمان.
وقد سبق لجمعية (مركز) البحوث والدراسات من أجل اتحاد المغرب العربي، وأن كرّمت عديد القامات العلمية من الجزائر، من أمثال الأساتذة الأفاضل: أبو القاسم سعد الله ومحي الدين عميمور وناصر الدين سعيدوني وأحمد طالب الإبراهيمي وعبد الحميد حاجيات وعبد القادر حجار وعبد الكريم بوصفصاف وجمال قنان وبوعلام بلقاسمي، وفق ما أشير إليه.
تدور إشكالية الملتقى حول التطورات التي شهدها التعليم في الدول المغاربية، على غرار تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا التي استطاعت أن تحقق انجازات كبرى في هذا الإطار، من أجل العدالة الاجتماعية ومحاولة احتواء التركة الاستعمارية الرهيبة التي ساهمت بطريقة أو بأخرى في انتشار الجهل والأمية في أوساط الشعوب العربية.
كما سيتطرق الملتقى إلى عديد الدراسات والأطروحات الخاصة بالمنظومة التعليمية العمومية، وانعكاسات النمو السكاني والتخلف التكنولوجي على الجودة والنوعية بالمدارس العمومية.
وعلى ضوء ذلك تطرح الندوة مجموعة من الأسئلة لاستطلاع الجوانب المختلفة للموضوع، أهمها: هل التعليم الخاص يعدّ بديلا أم مكمّلا لهيئات التعليم العمومية ؟ هل المحيط السوسيولوجي والاقتصادي، وحتى السياسي، يدعّم هذا التوجه؟ هل تتوفر الظروف والضوابط التنظيمية والتشريعية للسير قدما في هذا النهج؟ كيف ينبغي أن تكون العلاقة بين القطاع التعليمي العمومي والقطاع الخاص؟ وهل بإمكان التعليم الخاص أن يحافظ على هوية المتعلم ويعزّز روح المواطنة لديه؟
ما يميّز تظاهرة هذه السنة مشاركة شخصيات فاعلة ومؤثرة في مجال التربية والتعليم من تونس والمغرب وليبيا والجزائر، على رأسهم الدكتور علي بن محمد وزير التربية الوطنية الجزائري الأسبق، صاحب مقولة «ألقوا بالعربية في الجامعة تلتقطها العلوم»، الذي يعتبر أحد أهم الشخصيات الجزائرية الوطنية التي كرست حياتها التعليمية والمهنية للدفاع عن الهوية الجزائرية وعن اللغة العربية، أمام ما يعرف بالتيار الفرنكفوني في الجزائر، وقد تولّى منصب وزير التربية الوطنية عام 1990.
تحديات ورهانات
وبهذه المناسبة سيلقي الدكتور بن محمد، محاضرة تحت عنوان «التعليم الخاص في الجزائر بين مدٍّ وجزر، حسب قوة التيار السياسي والفكري الضاغط لتغيير النصوص التشريعية»، إلى جانب كوكبة من الباحثين والمحاضرين الجزائريين، من أمثال الأستاذ صالح زياني من جامعة باتنة الذي سينشط محاضرة بعنوان «التعليم الخاص في الجزائر: مسعى لتحقيق جودة التكوين والتدريب أم مجال للترقية والتفاوت الإجتماعي؟»، وسيشارك الأستاذ مبروك كاهي من جامعة ورقلة بمداخلة عنوانها «الجامعات المغاربية وتحدي والخوصصة ومنافسة فروع الجامعات الأجنبية».
فيما سيتطرّق الأستاذ حميد حملاوي، نائب عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قالمة إلى «واقع التعليم الخاص في الجزائر بين الاتجاهات المادية والمقاصد التعليمية»، كما سيسلط الأستاذ العربي فرحاتي من جامعة باتنة الضوء على «تجربتي التعليم العام والخوصصة في ضوء الحاجة الحضارية للدول المغاربية».
وقد تمّ اختيار الأستاذ مسعود عمارنة، الأمين العام للنقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين، لرئاسة ورشة التفكير الأولى حول «العلاقة بين التعليم العمومي والتعليم الخاص التكامل والتنافس»، فيما سيترأّس ورشة التفكير الثانية الموسومة بـ «واقع التعليم الخاص في البلدان المغاربية وآفاق تطويره وفق متطلبات الجودة» كل من الأستاذ عبد الستار بن رجب من جامعة قرطاج بتونس ومدير المركز الوطني للكتاب بوزارة الثقافة جمال يحياوي الذي سيلقي بالموازاة مع ذلك كلمة شكر وعرفان في حفل تكريم الدكتور علي بن محمد.
وأثنى الدكتور حبيب حسن اللولب، رئيس جمعية البحوث والدراسات من أجل اتحاد المغرب العربي في تصريح لـ «الشعب» على مواقف الدكتور علي بن محمد في الدفاع عن قضايا التعليم وتحدياته، في ظل الرهان على الجودة في التعليم والمصالحة مع أبعاده الحضارية العربية والأمازيغية في المغرب العربي الكبير.
ونوّه إلى مسيرته الحافلة بالإنجازات والعطاء، التي أهلته لتولي مناصب مهمة وأساسية في الخارطة التربوية والسياسية، وغيرها من الإنجازات «شاهدة عليها كتبه ومؤلفاته» يضيف محدثنا، في إشارة منه إلى مختارات من كتاباته الأكاديمية والتربوية والسياسية والاجتماعية، من أبرزها «معركة المصير والهوية في المنظومة التعليمية»، و»كتابات مشبوهة..صفحات مغيبة من تاريخ جبهة التحرير الوطني...».