الجزائر الأكثر عرضة لانعكاسات التغيرات المناخية في شمال إفريقيا، ويواجه الساحل العاصمي هشاشة كبيرة في من حيث صعود مياه البحر، وشح الأمطار، هذا ما توصلت إليه الدراسة الأولى التي أعدتها وزارة البيئة والطاقات المتجددة بمعية المكتب الألماني «جي – اي – زاد»، باستشارة خبراء وطنين ودوليين .
أكدت وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي ، بنزل «سوفيتال»، أمس، على أهمية المخطط الوطني للمناخ الذي سيطرح على طاولة الحكومة قريبا، خلال الندوة الوطنية حول التغيرات المناخية، أثارها وكيفية مكافحتها، حيث اعتبرته خارطة طريق، والتي ستجعل الجزائر تكتسب مناعة في مكافحة التغيرات المناخية و التزام بالتخفيض من الانبعاثات الغازية إلى حدود 7 بالمائة، و 22 بالمائة في حالة توفر دعم أجنبي أو دولي لهذا المجهود الوطني، والذي جاء تطبيقا لاتفاق باريس للتغيرات المناخية.
عدة إجراءات جديدة اتخذتها الحكومة على مستوى العديد من القطاعات على غرار الطاقة، البناء، النقل الجوي، السكك الحديدية والنقل البري وقطاع الصناعة ، و التي تصب في إطار التزامات الجزائر تجاه الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتغيرات المناخية حسب ما وضحته الوزيرة خلال الكلمة التي ألقتها بالمناسبة.
قالت إن المخطط شارك فيه 18 قطاعا، جاء بورقة أعمال تلزم كل القطاعات كمن اجل مكافحة التغيرات المناخية، وهذا ما سيدعم البنى التحتية، والتسيير وكذا اتخاذ القرارات على كل المستويات وكل القطاعات معنية بالنسبة لقطاع الصناعة، الفلاحة ( الغابات) ...
هشاشة الساحل العاصمي تثير القلق
بالنسبة لهشاشة الساحل العاصمي ، أضافت الوزيرة في تصريح للصحافة على الهامش أن الدراسة الخاصة به ،سيتم تعميمها على بقية الساحل الجزائري، مؤكدة انه يجب أن تكون فيه دراسة دقيقة و معمقة تلم بكل المعطيات حول المشاكل البيئية كالفيضانات، تستخدم فيها الخرائط، وأفادت في هذا الصدد انه يجري التفكير في كيفية بلوغ التنمية المستدامة، من خلال الحفاظ على الأراضي، وكذا صحة المواطن.
غير أن الجزائر لتجسيد هذا المخطط في حاجة إلى دعم مالي أجنبي كما لفتت الوزيرة ، على أساس أن انبعاثات الغازات ليست مسؤولية الجزائر، التي تعيش انعكاساته الظاهرة على مستوى أراضيها الجافة نتيجة التغيرات المناخية و توسع رقعة التصحر من جهة، وكذا الفيضانات التي تعرفها العديد من المناطق والتي تسببت مؤخرا في خسائر مادية وبشرية في المناطق الصحراوية وكذا خسائر مالية تكبدتها الخزينة العمومية.
وفيما يتعلق بالتغيرات المناخية، قالت أن الجزائر تعاني من انعكاساتها منذ عشرات السنين وليس الآن، حيث يأتي التصحر من الظواهر التي يخلفها الجفاف، والنتائج بالأساس عن الموقع الجغرافي، فالبلد تنتمي إلى المنطقة الجافة وشبه الجافة، أكثر من 80 بالمائة من المساحة أراضي صحراوية، حتى السواحل أصبحت الآن عرضة إلى التغيرات المناخية من حيث الفيضانات.
مكافحة التغيرات المناخية بالتكيف مع التكنولوجيات الحديثة
بالنسبة للحفاظ على الأراضي ، يكن بالتكيف مع التكنولوجيات الحديثة، و من خلال الحوكمة، والتي بفضلها يمكن الوصول إلى قرارات تترجم في الواقع، مع التذكير أن عدة قطاعات بمعية الخبراء الوطنين والشريك الألماني «جي –اي- زاد»، ساهموا في إعداد في هذه الدراسة، 56 عمل موثق يتم تنفيذها في الميدان في كل القطاعات في إطار تشاوري و تشاركي للتخفيف من تاثريات التغيرات المناخية.
للتقليل من انبعاثات الغاز المؤثرة على طبقة الأوزون مما يؤدي إلى الاحتباس الحراري، الذي يشكل مصدر قلق كل دول العالم، وضعت الجزائر إجراءات للتخفيف من هذه المشكلة المناخية شرح البروفيسور بوغتاوي في مداخلته كيفية التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة الذي يصل في الجزائر ال5 درجات، اكبر مما من توقع المعدل العالمي الذي لا يتجاوز درجتين ( من 1.5 إلى 2 درجات ).
وحسب المتحدث فانه يتم على المدى القريب أي الفترة الممتدة من 2018 إلى 2023 تطبيق إجراءات تتعلق وضع خرائط للمناطق المهددة بالتغيرات المناخية ، إعادة تأهيل السد الأخضر لسد زحف الرمال لحماية الأنظمة البيئة .