تحويل القطاع السياحي إلى منتج وقاطرة للاقتصاد الوطني
وقّع وزير السياحة والصناعة التقليدية عبد القادر بن مسعود بمعية وزير الاتصال جمال كعوان، أمس، اتفاقية إطار تهدف إلى إلزام وسائل الإعلام الوطنية بكل أنواعها بتخصيص حيز في برامجها، للترويج للسياحة الوطنية، في إطار تعزيز القطاع كرافد للاقتصاد الوطني.
أبرز كعوان أهمية قطاع السياحة الذي هو مؤهل ليصيح عاملا أساسيا في التنمية الوطنية، ومصدرا هاما لاستقطاب الاستثمار الوطني والأجنبي، في إطار التحفيزات التي اعتمدتها الدولة على مختلف المستويات، مؤكدا مرافقة قطاع الاتصال لهذا المسعى من خلال تثمين السياحة بمختلف أنواعها، سيما تثمين الصناعة الحرفية التي تلقى رواجا وطنيا.
وذكر وزير الاتصال في كلمته خلال التوقيع على اتفاقية الإطار رفقة بن مسعود بمقصر المعارض بالعاصمة، أن قطاعه يظل على أتم الاستعداد للإسهام في الديناميكية المسجلة في مجال النهوض بالسياحة ومرافقة عملية الارتقاء بالمنتج الوطني السياحي، عن طريق توظيف الإعلام كوسيلة اتصال وتواصل محوري للترويج لوجهة الجزائر السياحية، وللتعريف بعراقة واصالة تراثها.
وانطلاقا من دور الإعلام في إبراز خصوصية السياحة الوطنية، قال كعوان إن هذه المهمة التي ترقى إلى مستوى الواجب الوطني، لا ينحصر أداؤها في قطاع دون سواه، وإنما يستوجب تضافر الجهود وتكاملها وفق إستراتيجية منسجمة، تحدّد الأدوار والمسؤوليات، والأهداف المتوخاة على المديين المتوسط والبعيد، مشيرا إلى أن هذه المقاربة أضحت خيارا ضروريا في ظل المنافسة الدولية القوية للتحكم في مجال السياحة، وتوظيف الفرص الهائلة التي تتيحها تكنولوجيات الإعلام والاتصال للترويج، والتسويق للخدمات والعروض السياحية.
وأكد كعوان أن الاتفاقية الموقعة ستسهم مما لا شك فيه، في الانتقال بالسياحة إلى مستوى الصناعة القائمة بذاتها، ليصبح النشاط السياحي رافعة هامة للاقتصاد الوطني من حيث إسهامه في تحسين الناتج الداخلي، وخلق فرص عمل جديدة، ملتزما بعدم ادخار أي جهد لتسخير الوسائل المتاحة، وتوظيف المادة الإعلامية الملائمة، والجذابة للتسويق الفعال لمقصد الجزائر السياحي، والترويج بقوة للمقدرات ذات الصلة، كالبنى التحتية والتنوع الطبيعي المميز لبلادنا، وكذا زخمها الحضاري العريق.
من جهته أبرز وزير السياحة عبد القادر بن مسعود سياسة الدولة الرامية إلى جعل قطاع السياحة قطاعا منتجا وخلاقا للثروة، انطلاقا من مكانته في التنمية الوطنية، سيما الإنتاج الحرفي الذي يعرف تنوعا كبيرا في الآونة الأخيرة بفضل إستراتيجية الدولة لتثمين المجال، وجعله قاطرة الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الاتفاقية الموقعة تندرج في مسعى التثمين الذي يحتاج الى كل القطاعات.
وأوضح بن مسعود في كلمته أن قطاع الإعلام يؤدي دورا هاما في التعريف بالسياحة الوطنية من خلال إبراز الموروث الحضاري لمختلف شعوب العالم، الأمر الذي يحتاج من وسائل الإعلام الوطنية تخصيص مكانة هامة له في مختلف الوسائل سيما القنوات التلفزيونية والإذاعة، قائلا «أن القطاع بحاجة ماسة إلى الترويج في الوقت الحالي».
ويعرف قطاع السياحة حسب بن مسعود في السنوات الأخيرة طفرة نوعية جعلته يسجل نتائج ايجابية على عدة مستويات، تحتاج إلى تثمين واسع، وذكر في هذا الخصوص قطاع الصناعة التقليدية لما له من دور في رفع نسبة اليد العاملة وإسهامه الفعال في الاقتصاد الوطني، هذا الأخير الذي قال إنه يعول كثيرا على السياحة باعتبارها احد القطاعات ذات الأولوية في برنامج الحكومة، مثمّنا في نفس الوقت أداء وسائل الإعلام الوطنية المختلفة في تقريب الوجهات السياسية من المواطن المحلي والأجنبي، في حين دعا إلى مواصلة هذا العمل بعد التوقيع على الاتفاقية التي تتوج التنسيق بين مختلف الدوائر الوزارية خدمة للتنمية والاقتصاد الوطني.