يواصل مبعوث الامم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، مشاوراته مع مختلف الاطراف المعنية بالازمة داخل وخارج ليبيا، مع تركيز الجهود على ضرورة إرساء دعائم الامن والاستقرار، كشرط أساسي لتهيئة الأجواء المطلوبة لاستكمال المسار السياسي عبر تنفيذ الاستحقاقات الدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها الليبيون في الوقت الذي يخيم فيه التوتر من جديد على طرابلس.
وفي إطار هذه المساعي، التقى المبعوث الاممي في طرابلس مع عدد من المسؤولين الليبيين في حكومة الوفاق الوطني، منذ مطلع الأسبوع الجاري، كما اجرى محادثات في القاهرة مع الامين العام للجامعة العربية حول سبل تحقيق الامن بالدرجة الاولى كخطوة مهمة تقود الى تنفيذ الاستحقاقات الديمقراطية المنتظرة في هذا البلد.
وبحث المبعوث الاممي، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج مستجدات الوضع السياسي وخطوات تنفيذ الترتيبات الامنية، وشدد الطرفان على «ضرورة الالتزام بالمسار الديمقراطي في ليبيا».
مزيد من الدّعم
وأكّد رئيس البعثة الأممية حرص البعثة على «ضرورة إرساء دعائم الأمن والاستقرار في كافة ربوع ليبيا»، مبديا استعداد البعثة على تقديم المزيد من الدعم بمختلف أشكاله «بما يضمن الأمن والاستقرار داخل البلاد وتخطي هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها» ليبيا.
واتفق أبو الغيط وسلامة على أهمية تكثيف التعاون والتنسيق بين الجامعة والأمم المتحدة في كل ما من شأنه أن يسهم في بناء الثقة وتحقيق التوافق الليبي - الليبي المنشود حول الخطوات المنتظرة لاستكمال وإنجاح العملية السياسية في البلاد وذلك عبر التوصل الى «حل جذري وشامل ودائم للتهديد الذي تمثله المليشيات والتشكيلات المسلحة».
التوتر من جديد
وتحدثت مواقع اخبارية ليبية أمس، عن عودة المواجهات المتقطعة مجدداً بين الفصال المسلحة في العاصمة، وذلك بعدما أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال أحد قادة هذه الفصائل في قلب المدينة فيما قطع مسلحون آخرون خط إمداد المدينة بمياه الشرب.
وتم الثلاثاء بشكل مفاجئ إخلاء مقر وزارة الخارجية الليبية، المجاور لمقر ما يسمى «كتيبة ثوار طرابلس» في منطقة زاوية الدهماني أرجعه مصدر ليبي «لأسباب أمنية»، بينما تحدث سكان محليون وشهود عيان عن «انتشار مكثف ومفاجئ لمسلحين في المنطقة».
وتعرض مطار «معيتيقة» الدولي في طرابلس لإطلاق صواريخ دون وقوع ضحايا أو خسائر كما تواصلت الرحلات بشكل عاد.
وكان غسان سلامة قد شدد خلال زيارته الحالية الى ليبيا على معارضته لـ «هيمنة أي ميليشيا مسلحة على العاصمة طرابلس».
وأعرب سلامة عن أمله في أن تتمكن خطة أمنية واقتصادية من تهيئة الأوضاع في ليبيا لنوع من الاستقرار يفضي إلى حل سياسي دائمي مؤكدا أن الخطة الأمنية ترتكز على تحصين وقف إطلاق النار، ورفض الحل بالقوة.