طباعة هذه الصفحة

الخبير أكلي موسوني:

مقوّمات الأمن الغذائي متوفّرة في الجزائر

الجزائر: سارة بوسنة

 

أكّد الخبير الفلاحي أكلي موسوني أنّ الجزائر تتمتّع بجميع الإمكانيات التي تسمح لها ضمان أمنها الغذائي نظرا لامتلاكها مقوّمين هامين، وهما الأراضي الشاسعة بالإضافة إلى المخزون الهائل من المياه الجوفية والمقدر بـ 20 مليار متر مكعب، مشيرا إلى أن تحقيق الأمن الغذائي للسكان يتطلب إعداد سياسة زراعية ناجعة تمكن من الاستغلال الأمثل للإمكانات المادية والمالية والبشرية المتوفرة.

قال موسوني إنّ تحقيق الأمن الغذائي في الجزائر يتطلب إعادة نظر في السياسة الزراعية المنتهجة حاليا، وذلك من خلال تسوية وحل المشاكل المتعلقة بالعقار والأراضي الزراعية والتسيير الاقتصادي للقطاع واستخدام وسائل أكثر مردودية، بالإضافة إلى تغيير جذري للمتدخلين في الميدان الفلاحي والهيئات والمنظمات التي لا تخدم القطاع.  
وأوضح على أنه بالرغم من أن الجزائر تتوفر على عوامل نجاح الزراعة، إذا ما استغلت إمكانياتها أحسن استغلال واتبعت سياسة مهيكلة تعتمد على المنتوج المحلي لتحقيق الأمن الغذائي، محذّرا من مخاطر استمرار البلاد اللجوء للأسواق العالمية  لتلبية احتياجاتها الغذائية على أمنها الغذائي، مبيّنا بأن هذا الأمر يعيق تطور الصناعات الغذائية التي تعاني من التبعية للمواد الأولية المستوردة من الخارج، داعيا في هذا الشأن إلى اعتماد سياسة غدائية شاملة تهدف إلى تطوير المنتوج المحلي للتقليص من فاتورة الاستراد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجزائر وبامكانياتها الحالية يمكن أن تكون من أكبر الفاعلين في الاسواق العالمية إذا ما أحسنت استغلال ثراواتها الطبيعية والجوفية.  
كما نبّه للسياسة المنتهجة لفائدة الفلاحين، والتي تعتمد على دعم أي فلاح وفقاً لحاجاته، ما يتطلب نظرة استراتيجية واضحة للحفاظ على المياه الجوفية والأراضي حتى نصل إلى ضمان أمننا الغذائي، وستتضاعف فاتورة استيراد المواد الغذائية.
أمّا بخصوص الدور الذي تلعبه المناطق الصّحراوية لضمان المحاصيل الزراعية، فيؤكد أن للمناطق الصحراوية خصائص فلاحية متميزة تجعل من منتجاتها ذات قيمة غذائية عالية وتنافسية في الأسواق العالمية، نظراً إلى درجة الحرارة المرتفعة بها وكمية الضوء الكبيرة،حيث يمكن ان تحقق مداخيل إضافية بديلة لمداخيل المحروقات، كما يمكنها تلبية حاجيات جميع السكان من الإنتاج الفلاحي.  
ويضيف أنّ هذه الميزة لا تمنع وجود سلبيات في استغلال الفلاحة الصحراوية، ومن بينها عدم تجدّد مياه المناطق، ممّا يستدعي الحفاظ عليها وعدم استهلاكها بإفراط.
ويرى الخبير الفلاحي ضرورة أن يكون استغلال الزراعة الصحراوية استغلالاً ممنهجا ومدروسا، لافتاً إلى أن تشجيع بعض المنتجات كالبطاطا في الصحراء هو توجه خاطئ كون البطاطا ليست منتجاً استراتيجياً، بالنظر إلى قيمته المالية الزهيدة، كما أنه منتج يستهلك كميات كبيرة من المياه ،مشددا على التركيز على المزروعات التي تتماشى مع طبيعة المناخ الصحراوي وهي كثيرة على حد قوله.
وشدّد موسوني على ضرورة أن يتم التركيز على إنتاج المنتجات التي تتماشى مع طبيعة المناخ بالبلاد، فمن غير المعقول بحسبه إنتاج الموز أو الأناناس داعيا في هذا الشأن إلى العمل على تطوير زراعة  التمور، خصوصاً منها التمور من نوع «دقلة نور» النادرة وذات الجودة العالية، بالإضافة إلى إنتاج الحبوب والأعلاف لتطوير إنتاج الحليب واللحوم الحمراء.
ودعا موسوني الدولة إلى انتهاج سياسة ممنهجة تعتمد على التخطيط بعيد المدى لتحقيق نهضة شاملة للمنظومة الفلاحية بالجزائر، من خلال إعادة النظر في استغلال المياه الجوفية والأراضي الزراعية والعمل على تنظيم الفلاحين والمتدخلين في هذا القطاع، بالاضافة الى تغيير السياسات المنتهجة في دعم الفلاحين وتغير أطر الدعم للمواد الاستهلاكية.