طباعة هذه الصفحة

الشاعر مولود فرتوني لـ«الشعب»:

غياب الاهتمام الأكاديمي بالتندي حرمها العالمية كالإمزاد

تمنراست : محمد الصالح بن حود


أكد الشاعر والكاتب مولود فرتوني خلال الحديث الذي جمعه بـ «الشعب» أن كل من موسيقى «التندي» و»الإمزاد» تعتبر طبوعا مختلفة عن باقي الطبوع الموسيقية الأخرى، نظرا لمحافظتهما على طابعهما القديم شكلا ومضمونا، لكونهما رافقتا مجتمع الإيموهاغ (الطوارق) في كل مراحله الطبيعية.

كشف المتحدث، أن كل الموسيقى المحلية، تعود لطابع «التندي» نظرا لكون الإيقاعات إستقت من تندي سواء  فنها الأول وتأسيسها الأول، مؤكدا أنه وعند الحديث عن ذلك تفصيلا لن يتفهم ذلك إلا موسيقي تعامل مع السلم الموسيقي، كون أن الإيقاع هو الأول وهو المكتشَف الأول (بفتح الشين) .
صرح رئيس فرع إتحاد الكتاب الجزائريين بعاصمة الأهقار مولود فرتوني، أن التندي تعاني من غياب الاهتمام الأكاديمي من نقص البحوث والدراسات حول طابعها، وكذا عدم دخول إيقاعاتها ضمن البرنامج  البحثي للمعاهد والمخابر، مما حرمها من التعريف بها وبلوغها العالمية على غرار «الإمزاد»، وهذا بالرغم من الشعبية الكبيرة التي تحظى به في مجتمع الإيموهاغ من خلال الممارسة المتواصلة لها لأهميتها في حياته، بحيث تعزف في الحفلات والمناسبات والأعراس، مما شجع على ممارستها من جيل لجيل، واكسبها الاهتمام الكبير من طرف الجماهير في المنطقة، مؤكدا في هذا الصدد، أن هذا الاهتمام الشعبي لابد أن يرافقه اهتمام أكاديمي من معاهد وطنية معتمدة يصاحبه اهتمام من طرف الحركة الثقافية الممارسة للتندي، ومنه المطالبة بتدوين موسيقى وإيقاعها وبمختلف ألوانها وإختلافاتها، لكونها مرتبطة بالمجتمع التارقي في كل مراحله.
أضاف المتحدث في سياق متصل، أن «الإمزاد» والتي تعتبر أحد أهم الطبوع الموسيقية الوترية الفريدة من نوعها، وعلى عكس «التندي» حظيت بالبحث والاهتمام الأكاديمي مما أوصلها العالمية، حيث اختلفت البحوث في عدد الطبوع التي تحتويها ما جعل البعض يوصلها لأربعين ولكن المشهور في أهقار ثمانية فقط، منها إيلانا، هدامة، أبو نتيي.
أبرز مولود فرتوني دور الإهتمام الأكاديمي بالطبوع الموسيقية في المحافظة عليها وبلوغها العالمية، من خلال ما حدث مع «الإمزاد» التي كانت حسب رأيه إلى وقت قريب بعيدة عن الساحة الثقافية، فلم يكن يكاد أحد يعرف أو يسمع بهذا الموروث الثقافي الذي يعود إلى سنين طويلة، ولم يكن لديها إقبال كبير من طرف العازفات، إلى غاية سنة 2015، التي اعتبرت سنة الإمزاد ـ يقول مولود فرتوني ـ أين تم تصنيفها كتراث عالمي ضمن اليونسكو، بفضل جمعية قدمت الاهتمام الكامل لها (جمعية أنقذوا الإمزاد) والتي تكفلت بتعليم هذه الثقافة، بتخصيص مدرسة على مستوى دار الإمزاد، وبفضل البحوث التي يعكف عليها باحثين من تأطير الجمعية، إضافة إلى جهود الدكتور (ديدة بادي).
يضيف رئيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي، أن الاهتمام الذي تحظى به الإمزاد من طرف الجمعية يعد خطوة كبيرة للمحافظة عليها من خلال افتتاح متحف خاص على مستوى (دار الإمزاد) يعنى بهذا الموروث الثقافي، وهو ما تفتقده التندي ومعظم الطبوع الموسيقية الجزائرية الأخرى، مما يهدّدها بالضياع ويحرمها من بلوغ العالمية.