عاد المنتخب الوطني لكرة القدم للفوز مجدّدا ليلة الجمعة في أول امتحان للمدرب «جمال بلماضي» على أرض الوطن، في اللقاء الذي عاد فيه المنتخب لملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، وانتهى لصالح رفقاء القائد الجديد للخضر «رياض محرز» بنتيجة هدفين نظيفين ضد المنتخب البنيني لحساب الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2019 المقررة الصيف المقبل بالكاميرون، فوز انفرد به «الأفناك» بصدارة ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط، متفوقين على المنتخب البنيني صاحب المركز الثاني برصيد 4 نقاط وخلفهما المنتخبان الغامبي والطوغولي برصيد نقطتين.
وجد المنتخب الوطني صعوبة كبيرة في تخطي عقبة المنتخب البنيني الذي يتواجد في أحسن أحواله في الآونة الأخيرة، حيث حقّق فوزا وتعادلا وكان يتقاسم المركز الأول مع الخضر قبل إجراء مباراة الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لـ «كان» الكاميرون، أشبال المدرب «دوسيير» تجمّعوا جيدا في الخلف ولعبوا بخطة دفاعية محضة بـ (5-4-1) وهو ما صعّب المأمورية على لاعبي المنتخب الوطني من أجل خلق فرص سانحة للتهديف، ورغم ذلك جاء الفرج من الركلات الحرة، حيث افتتح «بن سبعيني» النتيجة في وقت مناسب وتحديدا في (د21)، بعد ذلك حاول المنتخب مضاعفة النتيجة لكن ذلك لم يكن سهلا أمام دفاع بينيني باسل، دافع بقوة وكان منتشرا بشكل جيد خلال مجريات المرحلة الأولى، وتواصل ذلك في المرحلة الثانية، وجاء الهدف الثاني بعد التغيرات التي قام بها الطاقم الفني بعدما أقحم «فيغولي» في صناعة اللعب مكان «بن زية» أين تحركت الآلة الهجومية، وتمكّن القنّاص «بونجاح» من إضافة هدف الثاني للمنتخب في (د73)، ليكون بذلك الهدف السادس له بألوان الخضر في 17 لقاء خاضه، منصبا نفسه هداف تصفيات أمم إفريقيا بهدفين.
ودخل «بلماضي» المواجهة بخطة (4-2-3-1)، خطة جاءت نظرا لأهمية المواجهة وضرورة الفوز بنقاطها، وبعد تسجيل هدف السبق تحوّل لعب الخضر إلى (4-3-3) في الهجوم محافظا على الخطة الأولى حين تكون الكرة عند رفقاء «سيسينيون» في الدفاع، ليتفطّن الطاقم الفني بأن مشكل المنتخب كان في نقص فعالية الجناحين (محرز وبراهيمي) في هذا اللقاء، وعدم تمكن «بن زية» من رفع النسق أكثر في صناعة اللعب، بعدما قام بعمل كبير في صناعة اللعب وساعد وسط الميدان كثيرا في عملية استرجاع الكرات، وبعد دخول «فيغولي» في صناعة اللعب وبعده «غزال» و»بلفوضيل»، تحول المنتخب للّعب بخطة كلاسيكية (4-4-2)، وهو ما يؤكّد بأن «بلماضي» يبحث دائما عن الحلول، ويجرّب اللاعبين والخطط معا خلال المباريات الرسمية بما أنه لا يمكنه الاستفادة في الوقت الحالي من مواجهات ودية.
بلماضي: راض عن النّتيجة بعد العمل القصير الذي قمنا به في تربّصين
«بلماضي» أكد بأنه جد راض عن النتيجة النهائية للمباراة ضد المنتخب البينيني، رغم العمل القصير الذي قام به مع المنتخب في تربصين ومواجهتين رسميتين، كاشفا بأنه ليس راضيا كل الرضى عن الأداء المقدم خلال التسعين دقيقة، حسبما صرّح به خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة، وتابع حديثه: «لعبنا أفضل من مواجهة غامبيا، هناك تطور في أسلوب اللعب الجماعي، كنّا أفضل دفاعيا ومكنزماتنا كانت أفضل فوق أرضية الميدان، وهو ما يبشر بالخير للمستقبل»، وواصل: «هذا الفوز سيرفع معنوياتنا كثيرا وسيجعلنا نعمل في ظروف جيدة، الفوز الذي حققناه هو فوز الشعب الجزائري وأحيي الجمهور الذي تنقل بقوة، ولست مندهشا لعودته إلى المدرجات، اليوم المنتخب عاد إلى سكة الانتصارات وسنعمل على إرضاء جمهورنا أكثر».
الناخب الوطني تحدّث عن صدارة الترتيب التي بات يحتلها الخضر بعد لقاء البنين وقال بهذا الشأن: «نحتل الصدارة برصيد 7 نقاط في المجموعة الرابعة لكأس أمم إفريقيا، وتأهلنا إلى «الكان» يسير في الطريق الصحيح، وسنعمل على أن نكون جاهزين للعرس الإفريقي للعودة بالتاج القاري الثاني للجزائر»، وتحدث عن المواجهة الثانية لذات المجموعة، «مباراة غامبيا والطوغو انتهت بالتعادل وكان بإمكان غامبيا العودة بالفوز من هناك، وأعتقد بأن هذا اللقاء هو خير إجابة للذين قالوا بأن غامبيا منتخب ضعيف».
واستعمل «بلماضي» لاعبين أساسيين جديدين مقارنة بمباراة غامبيا، حيث أشرك الظهير الأيمن لنادي نيس الفرنسي «يوسف عطال» مكان «عيسى ماندي»، و»ياسين بن زية» كصانع لعب لأول مرة، وأثنى عليهما كثيرا خلال الندوة الصحفية، رفقة زميلهما «بن سبعيني»، حين قال: «عطال لاعب مميز ولديه إمكانيات كبيرة، وأدّى مباراة جيدة دفاعيا وهجوميا، وحتى بن زية قام بعمل كبير في وسط الميدان وصناعة اللعب، وأحيّي اليوم الأداء الذي ظهر به بن سبعيني في هذا اللقاء، حيث أدى دوره كما ينبغي في محور الدفاع وسجل هدف السبق، هو الذي ينتقد كثيرا في الصحافة الوطنية، وردّ بذلك عليهم فوق الميدان».
«عطال» أفضل من «ماندي» في الرّواق...
عرج المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب للحديث عن تفضيله «عطال» على «ماندي» على الرواق الأيمن، وقال: «أعرف بأن ماندي غاضب لبقائه على دكة البدلاء، كونه غير متعود على ذلك في المنتخب الوطني، لكن عطال أحسن منه في الرواق الأيمن وعليه تقبل الخيارات».
وعن ثنائي محور الدفاع الجديد (بن سبعيني، طاهرات) أوضح «بلماضي» بأنه ثنائي مميز وأدى مواجهتين دون خطأ لحد الآن تحت لوائه، في تصريح يؤكد بأنه وجد ثنائيه المفضل في محور الدفاع وسيعتمد عليها لأطول مدة ممكنة، وقال أيضا: «أبحث عن أكثر تأمين لخطنا الخلفي، وربما مستقبلا سأمنح الفرصة لـ ماندي أو الآخرين، المباريات هي التي تملي علينا ما يجب أن نقوم به».
وبخصوص تجريبه لـ «فغولي» كصانع ألعاب مكان «بن زية»، أوضح بأن لاعب غلاطا سراي التركي متعدد المناصب ويمكنه اللعب كصانع ألعاب لأنه ذكي من الناحية التكتيكية، وقال: «فيغولي يحسن اللعب على الرواق لديه السرعة اللازمة ويحسن المراوغة ووضع زملائه في أحسن الظروف، لكنه يمكنه اللعب كصانع ألعاب كونه يملك كل المؤهلات لذلك، تحدثت معه وأوضحت له فلسفتي في اللعب وقبل الأمر».
أما حول منحه شارة القيادة لـ «محرز» أوضح «بلماضي» بأنه قام بذلك من أجل تحسيس اللاعب بمسؤوليته، وأنه في اللقاءات المقبلة قد يمنحها للاعب آخر، موضحا بأنه لحد الآن لم يستقر على قائد معين.