رغم مرضه إلا أنه لا يزال يدخن سجائره وأحيانا لا يكاد أن يكمل سيجارته بعد أن أشعلها وصار يدخن جزءا منها ثم يطفأها.
لقد أضعفه المرض الآن، وبعد أن هزل جسمه أصبح ضعيف البنية قليل الأكل ومعدته صارت خاوية فهولا يأكل أبدا.
- ربما من التدخين.....؟ أم من المرض.....؟
ـ خمسون سنة من التدخين ولكنه لا يريد أن يتوقف عنه ورغم مرضه ولكن دون جدوى وقد حذره الأطباء.
ـ قالوا له: يجب عليك التوقف عن التدخين أو تموت؟
لقد تحدى الموت هذه المرة
ـ قال لهم: إذا كان التدخين سيقتلني فدعوني أموت كي أرتاح وأرحل عن هذا العالم.
بعد عدة فحوصات اكتشف أنه أصيب بمرض في كبده.
ـ وقال له الطبيب: يجب عليك الدخول إلى المستشفى والبقاء فيها لعدة أيام حتى تستعيد عافيتك وتتحسن مرة أخرى. ورغم محاولات الأطباء في علاجه كي يتماثل في الشفاء للأسف كان المرض قد توغل داخل جسمه.
فمكث لأشهر على سرير المستشفى، تحاليل وأشعة وفحوصات والأطباء يقدمون له كامل العناية لعلاجه ولكن دون جدوى فقد هزل وضعف حتى الكلام صار يقوى عليه. كان يتفوه ببعض الكلمات فقط ومن الحين والآخر كان يطلب علبة السجائر التي أخلص لها وكان وفي لمدة من الزمن لا يقوى على التخلي عليها.
ـ كان هذه المرة سينتقل إلى خارج الوطن كي يقدم له العلاج اللازم ومن قبل أطباء مختصين.
الطبيب أخبارهم بأن حالته الصحية بخير ولكنه ليس بخير فهو يضعف وتزداد حالته سوءا يوما بعد يوم.
حقن وأدوية وأشعة وفحوصات ولا سبيل من كل هذا. فالرجل لا يريد الحياة وهو سينتحر بآخر سيجارة. الشيء الذي يفكر فيه طوال الوقت ويطلبه بكثرة هو السجائر التي أدخلته إلى المستشفى والتي أودت به الآن إلى الهلاك وقضت عليه تماما.
ـ لقد فارق الحياة بسبب هذه السجائر اللعينة. لقد رحل للأبد وكان يتجرع مرارة السنوات لا شيء يخلوا من التعب والمرض وقد كانت حياته كلها شقاء وألم.