مواصلة جهود عصرنة الفلاحة وتعزيز مصالح الإرشاد
أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي، أن القطاع تجاوز كل التوقعات في تلبية الطلب الوطني باستهلاك 100 بالمائة من المنتوج الوطني، داعيا لضرورة تأطير الإستثمار الفلاحي العام والخاص لضمان الأمن الغذائي.
أكد عبد القادر بوعزغي، لدى إشرافه على إختتام الطبعة 18 للمعرض الدولي سيبسا- سيما على أن الدولة تعول كثيرا على القطاع في المعادلة الاقتصادية ، مشيرا إلى نجاح هذه الطبعة من حيث التنظيم والمشاركة القوية 32 دولة و550 عارض من بينهم 280 أجنبي والإقبال لأكثر من 25 ألف زائر، لاسيما المنتديات التي نشطها الخبراء المختصون والتي مست جوانب هامة من عالم الفلاحة لعصرنته وتطويره استنادا لتعليمات رئيس الجمهورية.
وحسبه فإن هذا المعرض أبرز مدى تطور الفلاحة، بحيث أصبح المواطن الجزائري يستهلك 100 بالمائة من المنتوج الوطني و95 بالمائة من اللحوم الحمراء و100 بالمائة من اللحوم البيضاء، قائلا:« تلبية الطلب الوطني تجاوز كل التوقعات، وضمان للأمن الغذائي لتعزيز السيادة الوطنية يزيدنا قوة للعمل”، مشيرا إلى أن الحل بين أيدينا ويجب تأطير الاستثمار الفلاحي العام والخاص.
في هذا السياق نوه وزير الفلاحة ، بمجهودات ولاية الجلفة التي كانت ضيف شرف المعرض، بحيث أصبحت رائدة في المجال الفلاحي بعدما كانت ولاية رعوية سنة 2005 الآن أصبحت ولاية رعوية، غابية، ومنتجة لكل أنواع الخضر و الفواكه و كذا كل أنواع اللحوم، الأمر نفسه بالنسبة لولاية بسكرة التي أصبحت تنتج حاليا عديد المواد الغذائية، على خلاف ما كانت في السابق مختصة في إنتاج التمور ، آملا في تعزيز الشراكة مع دولة هولندا.
وأضاف بوعزغي أن شعبة الحليب تعد من بين المواد الإستراتيجية المعول عليها والدليل على ذلك ما سخرته الدولة من مبالغ والمكانيزمات اللازمة للنهوض بالشعبة، وكذا النهوض بتصدير الخضر والفواكه، بما في ذلك قطاع الصيد البحري وتربية المائيات الذي أعطته الدولة أهمية بالغة لما له من مساهمة في تعزيز الأمن الغذائي، وجعله منتوجا ذا قيمة في السوق الوطنية.
السفير الهولندي: المعرض ملتقى حقيقي للشراكة بين متعاملي البلدين
من جهته اعتبر سفير دولة هولندا بالجزائر روبار فان أمبدن المعرض بأنه ملتقى حقيقي للشراكة بين المتعاملين الإقتصاديين للبلدين، منوها بنجاح هذا المعرض، كما ذكر بعلاقات التعاون الاقتصادية والسياسية الممتازة بين البلدين، والذي كرسه زيارة نائب وزير الفلاحة والطبيعة وجودة الأغذية مارجولين سونيما التي أكدت على أهمية تطوير الاقتصاد الجزائري ومرافقته واعتماد مقاربة تحويل التكنولوجيا والتبادلات العلمية بين البلدين، معربا عن مواصلة هذه الشراكة. كما ذكر بالمشاريع المثمرة بين دولة الأراضي المنخفضة والجزائر لتطوير شعبة البطاطا بالوادي والشعب الفلاحية الأخرى بإعتبار هولندا رائدة في هذا المجال.
وقال الدكتور أمين بن سمان رئيس مجموعة فلاحة إينوف للتفكير أنه يجب اقتحام الميدان وخلق الثروة واستقطاب المستثمرين، كاشفا عن أن الموعد القادم سيكون بعنوان معرض سيبسا- فلاحة من 7 إلى 10 أكتوبر 2019 .
وفي ختام فعاليات الصالون، قام المتدخلون في مختلف المنتديات بعرض جملة من التوصيات تم جمعها خلال الندوات لتقديمها في شكل مقترحات لوزير الفلاحة، وبشأن المنتدى المهني للحليب ومشتقاته، أشار الخبير مقران نواد إلى عدم تثمين حجم إنتاج الحليب في الجزائر، مع عدم استغلال المؤهلات لهذه الشعبة لاسيما في إنتاج حليب الناقة، والمعز والنعاج.
وأكد متدخل آخر بخصوص المنتدى الدولي للفلاحة الايكولوجية والبستنة والآليات المبتكرة والموارد المتجددة، على ضرورة تطوير شتى القطاعات الإنتاجية للزراعة والمواد الغابية، لاسيما التراث البستني، النباتات العطرية والزيوت الأساسية. كما تم تسليط الضوء على ضرورة تحسين وتطوير الجوانب المتعلقة بالتقييس والوسم، وهذا من أجل بلوغ الهدف المتمثل في تصدير المنتجات الجزائرية إلى الخارج فيما يخص الفواكه والخضر الموجهة للتصدير.
وشدد إيدير إيست على أهمية تنويع عملية استهداف المنافذ التجارية، بالنسبة للمنتجات الجزائرية ومنه ضرورة التنقيب والتوجه لأسواق الدول الناشئة التي تكون فيها فرص كبيرة للتموقع ، كما تطرق إلى ضرورة وضع جباية تحفيزية للمنتجين والمصدرين, لتعزيز وفرة المنتجات الجزائرية في الخارج، مع إعادة النظر في القوانين المعمول بها والإستراتيجية المتبناة من أجل ولوج أسواق جديدة لاسيما أسواق المنتجات الطبيعة والموسومة ب«طبيعي”.
ودعا قتارني ممثل عن المنتدى الدولي لتربية المائيات والثروة السمكية، إلى ضرورة العمل لأجل رفع الحاجز التقني المرتبط بتصدير الثروة السمكية الجزائرية.
و في اختتام فعاليات الصالون “ سيبسا-سيما” تم تسليم أوسمة لخبير المسائل الفلاحية، مقران نواد و إلى عضو فلاحة اينوف و الأستاذة-الباحثة بجامعة باب الزوار جميلة حليش و رئيس مؤسسة فلاحة من ولاية الجلفة حكيم زوبيري و كذا المؤسسة بيوفارم و جزاغرو و إلى المزرعة البيداغوجية للجزائر العاصمة.