أكد، مدير مركز الطاقات المتجددة و نائب رئيس اللجنة الأممية حول التغيرات المناخية البروفسور نور الدين ياسع ، هذا الخميس، أن الجزائر على غرار بلدان البحر الأبيض المتوسط مهددة بالآثار السلبية للتغيرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم و أهمها الاحتباس الحراري وبنسبة تفوق الـ 1%.
و أوضح البروفيسور، أن الجزائر تعرضت في الآونة الأخيرة للانعكاس السلبي للاحتباس الحراري المتمثل في نقص الأمطار و الجفاف ما يهدد الزراعة والأمن الغذائي للبلاد مضيفا أنه و بارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر فسيؤدي ذلك إلى انتشار حرائق الغابات واشتدادها و سيؤثر ذلك على المحاصيل الزراعية و كذا على حدوث الفياضانات نتيجة لتساقط الأمطار بشده و في وقت وجيز .
و قال إنه "يجب على الفاعلين في المجال التحضير الجيد لمواجهة خطورة الأمطار الغزيرة في وقت وجيز والتي قد تشهدها بعض المناطق الأخرى في فصل الشتاء".
كما أكد أن "الهيئة الدولية المعنية بتغيير المناخ قامت بدراسة علمية في هذا المجال و طالبت بأن يكون هنالك تعاون دولي و بذل مجهود أكبر لنقل التكنولوجيا و تشجيع البحث العلمي بالنسبة للدول المتضررة من الاحتباس الحراري وخاصة منها دول شمال افريقيا".
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن تقرير الهيئة الدولية المعنية بتغيير المناخ الذي تمت المصادقة على 33 صفحة من أصل 400 ، حذر من آثار انعكاس التغيرات المناخية على العالم و هو احترار العالم بـ 1% و مدى انعكاساتها الخطيرة في المستقبل.
و أكد الضيف الأولى أن هناك دعوة في اتفاق باريس للفوج الدولي المعني بالتغييرات المناخية للتحضير لهذا التقرير الذي صودق عليه بالإجماع في كوريا الجنوبية بحضور 196 دولة عضو في الهيئة.
و في ذات السياق، أبرز ياسع أن هذا التقرير يحتوي على أربع رسائل : تقول أولاها أن الاحتباس الحراري الذي هو في تزايد مضطرد سيزداد حدة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لخفض انبعاث الغازات الدافئة ومن بينها ثاني أكسيد الكربون بحيث سيصل العالم إلى مستوى يفوق الـ 1.5 % في 2030 و 2052.
و بالنسبة إلى للرسالة الثانية، قال ياسع إن ارتفاع درجة الحرارة بـ1% ترك آثارا سلبية في جميع مجالات الحياة بسبب فلابد من بذل مجهود كبير لكي تبقى نسبة ارتفاع الحرارة مستقرة ويتم التحكم في الوضع الراهن.
و تطرق الضيف إلى الرسالة الثالثة مؤكدا أنه و"بالوتيرة الراهنة لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون و غازات أخرى سنصل إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات تتعدى 1.5 % و لذلك يجب خفض انبعاث هذه الغازات بنسبة 45 بالمائة في آفاق سنة 2030 و الوصول إلى 0% من انبعاث ثاني أكسيد الكربون في سنة 2050 و ذلك من أجل تجنب الآثار السلبية التي تنجم عن هذه الظاهرة".
و أوضح أن الرسالة الرابعة تحض على وجوب استعمال التكنولوجيات الحديثة في جميع المجالات مثل الصناعة و الطاقة للحد من الاحتباس الحراري ولتفادي الفقر و الجوع حيث تم توجيه هذه الرسائل الأربعة إلى صانعي القرار في العالم.