إستلهم من الثورة الجزائرية النضال ضد الأبارتيد
الكلام عن شخصية نيلسون مانديلا العظيمة مسالة تستحق الوقوف أمامها طويلا ولا تكف ساعات قليلة لإبراز مواقف الرجل الأسطورة في مواجهة سياسات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ،هي شهادات نقلتها «الشعب» على لسان أساتذة وسفراء بمناسبة تخليد الذكرى المائة لميلاد إيقونة النضال الوطني الإفريقي.
عبر سفير جنوب إفريقيا في الجزائر دينيس دولومو خلال محاضرة احتضنتها أمس كلية علوم الإعلام والاتصال عن افتخاره الكبير بالزعيم مانديلا الذي دافع عن قوميته ومواقفه بشجاعة ولم يرضخ للممارسات العنصرية ،بل تحدى جميع الصعاب حتى حساب حريته وحياته ،حيث أصبح قدوة لشعب جنوب إفريقيا وملهم جميع شعوب العالم في نضالها ضد أشكال القمع والاستبداد.
وأضاف ذات السفير أن مانديلا غاب عن الوجود ولكن مواقفه لم تغيب وإنما بقيت راسخة في الأذهان ولا تزال تجسد على أرض الواقع في الدفاع عن المبادئ الديمقراطية والإنسانية والعدالة بطرق سلمية بجنوب إفريقيا داعيا المناضلون والشباب والطلبة إلى السير على خطى هذا الرجل العظيم الذي يعد أيقونة عالمية للنضال الأبدية .
من جهته اكد سفير دولة فلسطين بالجزائر لؤي عيسى ، أن المناضل نيلسون مانديلا وقف إلى جانب القضية الفلسطينية وقدم الدعم للشعب الفلسطيني المكافح ،وذلك بعد تركه كرسي رئاسة جنوب إفريقيا في 1999 ليتحرك من أجل الوسطاء وحل النزاعات ومساندة القضايا العادلة مشيرا إلى أن الجزائر شكلت آنذاك مصدر الهام دبلوماسي للكثير من الدول العربية.
صبر المناضل نيلسون مانديلا -على حد تعبير سفير دولة فلسطين - جعل منه رمزا من رموز العدالة والتسامح ونموذجا تحرريا وكفاحيا لكل الشعوب التي تعاني من بطش المستعمر وتصارع لسنوات طويلة لنيل الحرية والاستقلال ،ولعل أفضل اعتذار دولي للمكافح مانديلا فوزه بجائزة نوبل للسلام ،بالإضافة إلى الإشادات الدولية لمواقفه المناهضة للاستعمار والفصل العنصري .
من جهته أشاد رئيس جامعة الجزائر 3 رابح شريط بتضحيات مانديلا الكبيرة في سبيل العدالة والحرية والمساواة واهتمامه بالقضايا التحررية ليعم السلام عبر العالم ،مشيرا إلى أن الزعيم الإفريقي استلهم جزءا من نضاله وكفاحه من القضية الجزائرية ،حيث استفاد من توجيهات قادة الثورة التحريرية وتدريبات عسكرية عقب زيارته إلى الجزائر بعد الاستقلال.
وفي ذات السياق قال أستاذ العلوم السياسية إسماعيل دبش أن مانديلا لطالما اعتبر الجزائر تجربة رائدة في التحرر والنضال وهو ما أكده خلال توليه رئاسة جنوب إفريقيا حيث وجد في الجزائر انموذجا متشابها مع تجربة جنوب إفريقيا في مواجهة القمع العسكري والمجازر الدامية والبطش والاستغلال والنظام العنصري مذكرا بمقولته « الجزائر جعلت مني رجلا».
وأضاف أن مانديلا كان يرى بان العمل السلمي هو الحل لتحرير شعب جنوب إفريقيا من النظام العنصري ولكن مجزرة شاربفيل جعلته يقتنع بالمواجهة العسكرية المسلحة ضد النظام العنصري ،وهي نفس الأحداث التي عاشتها الجزائر عندما حاولت الحصول على الاستقلال بطرق سلمية ولكن مجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري كانت سببا في إعلان الثورة التحريرية المسلحة.