شكل الصالون الدولي لاسترجاع و تثمين النفايات الصناعية “ريفاد 2018” فرصة لاستعراض الفرص المتوفرة لتحويل النفايات إلى مواد اولية ، كما يمثل حدثا هاما بالنسبة للمهنيين ، لأنه يفتح المجال أمامهم للاحتكاك بتجارب الدول الأجنبية ، للاستفادة منها في تطوير نشاط الاسترجاع ، المدرج في إطار تنويع الاقتصاد الوطني خارج المحروقات.
أكدت فاطمة الزهراء بارسا مكلفة بالتسيير المدمج للنفايات على مستوى الوكالة الوطنية للنفايات في تصريح ل “الشعب” ، أمس ، على هامش اليوم الدراسي تحت عنوان الاقتصاد الدائري “صناعة ومعالجة ايكولوجية للنفايات، المنظم بمناسبة “ريفاد 2018” أن عدد مراكز الفرز لا تتعدى 13 على المستوى الوطني ، و 11 مركز للانتقاء، ما يجعل الأشكال قائما فيما يتعلق بالاسترجاع والتثمين.
13 مركزا للفرز و 11 للانتقاء ..غير كاف
هذا العدد من المراكز غير كاف لتجسيد الإستراتيجية التي تعتمدها الوزارة المتمثلة في التسيير المدمج للمخلفات، وإعادة تدوير النفايات القابلة منها للرسكلة على غرار البلاستيك، المطاط، الكارتون والورق، علما ان عدد مراكز الردم التقني لا يتعدى 91 مركز 73 منها استنفذت طاقة استيعابها ومصيرها الغلق حسب ما أوضحته المتحدثة.
أبرزت بارسا المكلف بالتسيير المدمج للنفايات ، أهمية البيانات التي تقدمها الوكالة فيما يخص مراكز الردم التقني في التحكم في تسيير النفايات من قبل البلديات، حتى تتهيأ و تبحث لها عن مراكز و اماكن اخرى لوضع نفاياتها ، و فيما يتعلق بمراكز الفرز ، قالت انها تقوم بعملية انتقاء النفايات القابلة للرسكلة ، و تحويلها الى مواد اولية ، ثم بيعها لمختلف الوحدات التي تريد تثمينها و اعادة تصنعها من جديد .
54 ٪ من النفايات مادة عضوية لكنها غير مرسكلة
وتحتل النفايات العضوية – حسب المتحدثة – المرتبة الأولى من حيث الكمية ، حيث تمثل 54٪من حجم النفايات المنزلية و ما شابهها القابلة للرسكلة ، مشيرة إلى ان هناك وحدة نموذجية لتثمينها ، و هي غير كافة ، كما أفادت ان هناك صعوبة في استرجاع هذه المادة ، لأنها مشبعة بالرطوبة بنسبة عالية عكس ما هي عليه في الدول أوروبية ، مفيدة ان وزارة البيئة تبحث حاليا عن التكنولوجيا الملائمة و التي تناسب تركيبة هذه المادة العضوية .
تأتي في المرتبة الثانية مادة البلاستيك بنسبة 17 بالمائة ، و يوجد كذلك الكارتون بنسبة تقدر ب 11 بالمائة ، تليها المواد المعدنية و غير المعدنية ، وصولا الى الزجاج ، الذي لا تتعدى نسبته 3 بالمائة الا ان تثمينه ما يزال صعب، بالنظر الى خصوصية المادة ، التي تطرح إشكالا في نقلها نظرا لثقلها ، و قد اشارت باسا في هذا الاطار الى ان هناك وحدة فقط متواجدة بوهران تقوم بعملية الاسترجاع .
التجربة الألمانية تقترح فرصا جديدة
كما تم خلال اليوم الدراسي عرض للتجربة الالمانية في مجال تسير النفيات المنزلية قدمها اوفي بيكر مستشار تقني بمكتب التعاون الدولي الالماني بالجزائر “جي اي زاد” ، تمحورت مداخلته حول عدة نقاط منها تسيير النفايات والاقتصاد الدائري، شعب اعادة التدوير وتثمين النفايات، وكذا انشاء مناصب العمل في مجال الاقتصاد الاخضر..
تتمثل التجربة الألمانية في كيفية خلق فرص جديدة لإنشاء المؤسسات المصغرة، في إطار الرسكلة والاسترجاع، وكذا الإدماج المهني والاجتماعي للمرأة في الأرياف، وقد ركز المتدخلون من على الجانب التحسيسي، لما يوفره من معلومات عن النفايات القابلة للتدوير، بالإضافة الى تقوية القدرات من اجل انتاج مواد جديدة من خلال عملية التدوير وتسويقها.
وأكد المتدخلون الألمان على اهمية تنظيم عملية جمع النفايات، وضرورة انشاء مراكز الفرز، لتسهيل عملية الرسكلة والتثمين، مشيرين الى ان هناك عمليات نموذجية في بلديات بعض ولايات الوطن على غرار جيجل وتلمسان... قدمت فيها التجربة الألمانية في كيفية انشاء مناصب العمل ، في إطار الاقتصاد الأخضر ، بالإضافة الى التكوين في هذا المجال.