دائما في إطار الأنشطة الخاصة بأدب الطفل، تواصل مكتبة محمد ديب للمطالعة بتلمسان هذه التظاهرات، حيت قدّم أمس الشاعر نور الدين مبخوتي ورقة بحثية مقتضبة للصغار عن «ديوان أنغام الطفولة» لصاحبه خضر بدور بملحقة بني سنوس إحدى حواضر تلمسان الثقافية.
إن الاحتفال بهذا الشاعر المتميز يندرج، حسب ما صرّح به لـ«الشعب» الشاعر مبخوتي «ضمن ثقافة الاعتراف بجهود المشارقة خاصة مع مطلع فجر الاستقلال في التدريس، وتنشيط الحركة الأدبية من أمثال أحمد دوغان وحيدر حيدر وحسن فتح الباب وجيلي عبد الرحمان وخضر بدور، الذي ولد بضاحية من ضواحي مدينة حماة بسوريا 1934، وقد توفي بالجزائر 1997». فهو، يضيف قائلا «من أصل سوري لكنه جزائري الجنسية والإقامة، اشتغل بالتدريس وشارك في حملة التعريب بالجزائر، لقد كان عضوا في اتحاد كتاب الجزائر ورابطة الإبداع، خاض تجربة الكتابة للكبار بحيث أصدر عدة دواوين للكبار منها» النهر الحزين وديوان عبير الأرجوان وأزهار الحنين».
كما كتب خضر بدور «للطفل فأصدر دواوين عدة منها أنغام الطفولة وديوان روضة الأناشيد، وأصدر قصة للأطفال بعنوان كرة أحمد وأصحابه».
وأشار مبخوتي في هذا السياق قائلا أن «ديوان أنغام الطفولة، يحتوي 13 قصيدة موزعة بين العمودي وشعر التفعيلة، بالإضافة إلى رسومات بالأسود والأبيض. صدر الكتاب عن دار الهدى بميلة 1989، موضوعات الديوان لها علاقة بعالم المدرسة كحديث الشاعر عن الكتاب وفوائده وعن الحوارية بين المعلم والأطفال، تأخذ الطبيعة حيزا معتبرا في الديوان، لكن الجديد عند الشاعر انه يتحدث عن الطبيعة في لحظة غضب كما في قصيدة العاصفة’’. في مقابل ذلك يقول إن «الشاعر خضر بدور يخص شخصيات معينة بالحديث كالجدة والسندباد لكونهما مصدر الحكايات»، سيصادف المتلقي الصغير في هذا الديوان «قصصا تدور على لسان الحيوانات خاصة الطيور مثل قصيدة الديك الفصيح والحمامة المهاجرة، ولعل ما يميز تجرية خضر بدور الشعرية هو هذه الحوارية التي تكون بين أكثر من شخص، وهو يخرج قصيدة الطفل من الصوت الواحد الى القصيدة المتعددة الأصوات كما في قصيدة عدنان ومروان، الذي كان موضوعها السؤال عن الأحباب والحنين إلى الوطن».