ضبطت مصالح الولائية بعين الدفلى مخططا لمراقبة تدفق مياه الأودية والمجاري المائية على مستوى عدة بلديات المعروفة بفيضاناتها خلال السنوات المنصرمة والتي خلف بعض منها ضحايا بشرية وخسائر مادية، مما جعل الوالي يوجه توجيهات صارمة لرؤساء الدوائر والمنتخبين المحليين بتوخي الحذر واليقظة لمراقبة التقلبات المناخية واتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن المخطط الولائي.
وبحسب التقارير التي رفعها رؤساء المجالس البلدية 36 في لقائهم الأخير مع والي الولاية، فإن الوضعية العامة متحكم فيها بفعل ما تمّ انجازه من أشغال مسّت هذه الأودية ضمن البرامج القطاعية والعمليات التي تمت على عاتق ميزانية الولاية، كما هو الحال بمنطقة الخشاب وبلبال بإقليم بلدية عين الدفلى من الناحية أسفل جبل دوي، حيث مكنت القنوات العملاقة التي تخترق طول المدينة باتجاه مصبّ واد الشلف من حماية المدينة وسكان من أخطار الفيضانات التي كانت في وقت سابق تتدفق على مستوى وسط المدينة والطريق الوطني رقم4، كما تدعمت بقنوات صرف المياه وتجديد بلوعات صرف مجاري الأمطار حماية للمنطقة الصناعية بالمخرج الغربي لعاصمة الولاية.
كما يتم مراقبة مجرى صرف مياه الأمطار عبر القنوات المكشوفة بأعالي منطقة عين التركي التي عرفت في السنوات الفارطة فيضانات خطيرة أودت بوفاة ضحيتين مع تدمير عشرات المنازل وتخريب الطرقات وبعض الهياكل العمومية بوسط البلدية، الأمر الذي عجل ببرمجة انجاز حاجز المائي لتصريف مياه الأمطار على طول مرتفعات منطقة عين التركي، وهو ما أراح السكان ـ يقول رئيس البلدي ـ علي امحمدي الذي وضعت مصالحه كل الترتيبات لمراقبة الوضع مع إصلاح وصيانة البلوعات لتصريف مياه الأمطار حماية للمنطقة وبهدف عدم تكرار ملآسي السنوات الفارطة. ونفس العملية مسّت مدينة مليانة وبن علال في أعالي جبال زكار ومنطقة تاشتة، حيث أكد لنا لخضر مكاوي أن التحكم في المياه المنحدر من أعالي جبال غابات فرينة أراح السكان وهي العملية ذاتها التي استهدفت واد الريحان بكل من سدي لخضر وخميس مليانة ومنطقة حي المستقبل ببلدية العامرة وتبركانين، وحمام ريغة وغيرها من النقاط السوداء التي كانت في سنوات منصرمة مصدر خطر دائم لسكان هذه البلديات وغيرها يقول محدثونا. لكن يبقى مصدر واد بوقلي بالناحية الغربية من بلدية العبادية مصدر قلق بعدما عرف تفاقما في عمليات الرمي العشوائي للأتربة بوسط وجوانبه وهو ما سيشكل خطرا محدقا بسكان حي التضامن مع مراقبة المجاري المائية انطلاقا من حي الزيتون إلى غاية الطريق الرابط بين العبادية وتاشتة.
هذه الوضعية جعت الوالي بن يوسف عزيز يوجه تعليمات صارمة للمنتخبين ورؤساء البلديات بتوخي الحيطة والحذر والرفع من درجة اليقظة ومراقبة عمليات تدفق الأودية قصد حماية المدن والأحياء من ظاهرة الفيضانات، محملا إياهم مسؤولية أي حادث يسجل ما دامت الدولة وفرت كل الإمكانيات والمبالغ المالية لإنجاز المشاريع لحماية المدن والسكان، يقول ذات المسؤول الولائي.